الفتوى رقم (6186) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: هل المقصود من اللحية جميع الشعر الذي في الوجه، مع العلم أن بعض الناس يكون عنده شعر قريب من العين على منطقة الخد، فما تحديد اللحية من الأسفل ومن الجانب؟

الجواب:

        الله سبحانه وتعالى له سنن كونية في خلقه، وهذه السنن الكونية منها ما رتب عليه أحكام شرعية. ومن سنن الله الكونية في الإنسان أن الله أكرمه بنبات هذا الشعر في لحيته، ولم ينبت هذا الشعر في لحية المرأة.

        وبناء على ذلك فإيجاد الشعر في هذا المكان ليس من باب الإيجاد العفوي؛ لأن الله له غايات في سننه الكونية، وله غايات في سننه الشرعية؛ من هذه الغايات ما هو منصوص عليها، ومنها ما يجتهد فيه أهل الذكر في كلّ سنة من السنن قد يدركون بعض الغايات وتفوتهم غايات لا يعلمها إلا الله -جلّ وعلا-؛ فالشخص حينما أكرمه الله بإنبات هذا الشعر في هذا المكان يتضايق منه، فمن الناس من يحلقه نهائياً، ومنهم من يعدّله ويبقي مسمّى الشعر بقدر أنملة أو أنملتين أو ثلاثاً، ومنهم من يبقي جزءاً بسيطاً ويحلق الأكثر. والقدوة في ذلك رسول الله ﷺ فإنه قد أعفى لحيته؛ وهكذا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة وقال ﷺ: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ».

        فوجود هذه السنة الكونية من الله -جلّ وعلا- وتطبيق الرسول ﷺ لهذه السنة الكونية في مكانها وإعفائها وهكذا خلفاؤه من بعده، وأصحابه من بعده، فعملهم هذا تطبيق لمراد الله -جلّ وعلا- من إيجاد هذه السنة الكونية، فلا يجوز للإنسان أن يتعرض لها بشيء. وبالله التوفيق.