حكم عقد قران المرأة على رجل لا يصلي
- النكاح والنفقات
- 2021-09-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1447) من المرسلة السابقة، تقول: أنا مُعجبة بكم وخاصةً البرنامج الذي يُقدم، فأنا أتمنى لو أتبع سنة الله ورسوله كلها، وإنني والحمد لله مؤدية للواجبات الدينية منذ كان عمري اثنتا عشرة سنة؛ من حجابٍ، وصلاة، وقراءة القرآن الكريم، وصيام شهر رمضان المبارك؛ ولكن الحيرة هي أن زوجي الذي لم يدخل عليّ بعد تاركٌ للصلاة، وفي شريعتكم الإسلامية أن عقد القرآن باطل؛ ولكن شريعتنا الإسلامية تُحلل ذلك، وأنا متحيرة في الأمر، أرشدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
هذا الأمر لا يحتاج إلى شيءٍ من هذا التكلف كله؛ لأن الله -جلّ وعلا- يقول:"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ"[1]، فالإسلام هو دين الإنس والجن، ودين العرب والعجم، يقول الله -جلّ وعلا- لنبيه:"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا"[2]، ويقول -جلّ وعلا-:"تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا"[3]، ويقول -تعالى-:"قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ"[4]؛ فهذه الشريعة شريعة عامة لجميع الإنس والجن؛ وأما ما ذكرته السائلة من قولها شريعتنا الإسلامية وشريعتكم الإسلامية، فهذا يرجع إلى أنها لم تفهم الإسلام على حقيقته.
وأما بالنسبة لما ذكرته عن زوجها الذي لم يدخل بها، فعليها أن تشكر نعمة الله -جلّ وعلا- حيث منع دخول هذا الرجل عليها، وعليها أن تتخلص منه قبل دخوله بها؛ فإنه لا يجوز لها أن تبقى معه كزوجةٍ وهي على ما ذكرته من الصفة؛ وكذلك ما ذكرت عنه من أنه لا يصلّي، فقد سبق كثيراً في هذا البرنامج بأن الشخص إذا كان لا يصلّي فإنه يُستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قُتل مرتداً عن الإسلام، وأنه لا فرق في ذلك بين أن يتركها جاحداً لوجوبها، أو أن يتركها تهاوناً وكسلاً.
فالحاصل أنه يجب على هذه المرأة أن تتخلص من هذا الزوج قبل أن تتورط به، ويصعُب عليها الخلاص منه. وبالله التوفيق.