Loader
منذ سنتين

معنى حديث: « اللهم إني أعوذ بكم من المأثم والمغرم »


الفتوى رقم (8338) من المرسلة أ. ت من الرياض، تقول: هناك حديث عن الرسول يقول فيه: « اللهم إني أعوذ بكم من المأثم والمغرم »[1]. ما المقصود بهما؟

الجواب:

        الإنسان يسعى في هذه الحياة وسعيه على وجه الجملة سبب ؛ لكن هذا السعي تارة يكون وسيلة من الوسائل التي يتوصل بها إلى الأسباب المرضية لله -جل وعلا-، وتارة يكون السعي سبباً لا يكون وسيلة، ولهذا قال : « كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها »، فهذا السعي يكون سبباً ، أو يكون وسيلة إلى سبب، وهذا السبب تكون له نتيجة، فعندما يفعل الإنسان طاعة من الطاعات كالصلاة مثلاً ، فهذا سبب عندما يصوم الاثنين أو الخميس يكون هذا سبباً، وهكذا عندما يفعل الأوامر يكون هذا سبباً، لكن عندما يحصل عنده تقصير في حق الله -جل وعلا- أو في حق مخلوق أوجبه الله عليه، أو يتعدى على أحد من المخلوقين حينئذ يكون عليه إثم، وقد يعمل أسباباً ترتب عليه حقوقاً مالية للناس، وهذه الديون التي للناس قد ترهقه، فسؤال العبد ربه من المأثم ؛ يعني:  يتعوذ بالله -جل وعلا- من الوقوع في الأسباب التي يترتب عليها آثامٌ، أو يترتب عليها حقوقٌ ماليةٌ للناس من أنها أن ترهقه، فكأنه يسأل ربه السلامة من جميع الآثام، والسلامة من جميع حقوق الخلق، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام(1/166)، رقم (832)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يستفاد منه في الصلاة (1/412)، رقم(589).