Loader
منذ سنتين

حكم استعمال حبوب منع الحمل


الفتوى رقم (4005) من المرسل السابق، يقول: بعض الرجال حباهم الله بكثرة العيال، ومع ذلك يذهبون بنسائهم إلى الأطباء لإعطائهن ّ حبوباً لعدم الإنجاب، فهل هذا صحيحٌ شرعاً؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « تزوجوا الودود الولود، فإني مُكاثرٌ بكم الأمم ». ويقول الله -جل وعلا-: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}[1].

        ففي الآية بيان أحوال الناس بحسب التقدير الكوني الذي قدره الله -جل وعلا-، فمنهم من يمنحه الله أولاداً ذكوراً، ومنهم من يمنحه الله أولاداً إناثاً، ومنهم يجمع الله له بين الذكور والإناث، ومنهم من قدّر أنه لا يولد له، والله -سبحانه وتعالى- لا يسأل عما يفعل، ولكن بعض الناس عكسوا هذه السنن الكونية، فنجد أن الشخص إذا كان قد قدر الله أنه يولد له يُحاول بوسائل مختلفة، والمرأة تُحاول استعمال حبوب منع الحمل، أو باستعمال ربط الرحم، أو باستعمال لولبٍ يمنع من الحمل، أو أخذ إبرة في الوريد لمدةٍ معينةٍ، لا يولد لها في هذه المدة، بمعنى: إن هذه الإبرة تقتل الخلايا التي ينشأ منها الولد في حالة الاتصال الجنسي بين المرأة وبين زوجها، أو أن الرجل يستعمل دواءً يمنع الحمل منه، وكل هذه موجودة الآن ومتداولة، ولا شك أن هذا من أعداء الله -جل وعلا-، فهم لا يريدون أن يتكاثر المسلمون، بل يحبون أن يقضوا عليهم بشتى الوسائل.

        والواجب على المسلم أن يتقيد بشرع الله -جل وعلا-، فما كان من واجب يعمل به، وما كان منه مندوباً فالمندوب ما يثاب فاعله، ولا يُعاقب تاركه، وإذا كان الشيء محرماً فإنه يتركه، وإذا كان مكروهاً فإن تركه أفضل من فعله، لكن إذا فعله لا يعاقب عليه. بينما نجد الشخص الذي لم يقدّر الله له أولاداً يحرص بقدر استطاعته، ويستخدم الوسائل من أجل أن يرزقه الله ولداً.

        فالمقصود أنه ينبغي على كل شخصٍ أن ينظر إلى ما أنعم الله به عليه، وأن يشكر الله على هذه النعمة، وأن يتجنب جميع الموانع التي تحول بين تحقق هذه النعمة؛ خشيةً من أن يعاقبه الله -جل وعلا- عقوبةً عاجلةً، وعقوبةً آجلة؛ لأن عمله هذا مُضادٌ لشكر هذه النعمة. وبالله التوفيق.



[1] من الآيتين (49-50) من سورة الشورى.