Loader
منذ سنتين

حكم انصراف الزوج عن زوجته وأولاده بعد أن أغناه الله من فضله


الفتوى رقم (5090) من المرسلة السابقة، تقول: زوجي وحاله ما ذكرت عندما أغناه الله تزوج عليّ، وانصرف عني وعن أولادي العشرة، وأصبح لا يعرف لنا حقاً من الحقوق، وجهونا بكلمةٍ لعله يستمع جزاكم الله خيراً ويعود إلى بيته وأولاده ويقوم بواجبه نحوهم.

الجواب:

        في جواب السؤال السابق ذكرت أنك دفعت إليه ما دفعت على سبيل التمليك أو على سبيل القرض، وفي كل حالةٍ من الحالتين إحسانٌ منك إليه، وبعدما ذكرت أنه تزوج وانصرف عنك وعن أولاده فهذا لا يجوز له بل هو آثمٌ في ذلك؛ لأن العدل بينك وبين زوجته التي تزوجها واجبٌ عليه، ونفقة أولاده وكسوتهم وسكناهم، تربيتهم ورعايتهم كل هذه الأمور واجبةٌ عليه، وهو بتركها يكون آثماً في ذلك. ومما ينبغي التنبيه عليه هنا أن انصراف الرجل عن زوجته الأولى عندما يتزوج بثانية قد يكون انصرافاً اختيارياًوقد يكون قهرياً لأن بعض النساء عندما تتزوج الرجل تحاول أن تستولي عليه من ناحية بدنه ومن ناحية ماله ومن ناحية وقته ومن ناحية مكانه، فوقته تريد أن تجعله كله لها، والمكان تريد أن يبقى معها في السكن الذي هي فيه، وماله لا تريد أن يصرف منه شيئاً إلا عليها وأولادها، وكذلك بالنظر إلى علاقته بها لا تريد منه أن تكون له علاقةٌ بزوجته السابقة، ولا شك أن هذا ظلمٌ فالمرأة عندما تتزوج الرجل وتكون ثانية أو تكون هي الأولى فكل واحدةٍ من الزوجتين يجب عليها أن تتقي الله في نفسها وأن تطالب بقدر حقها فقط، أما كونها تأخذ أكثر من حقها ويكون في ذلك إثم عليها من جهة وتأثيم للزوج من جهة، وحرمان للمستحق من جهةٍ ثالثة. فكل هذه أمورٌ لا تجوز، وعلى العبد رجلاً أو أنثى أن يتقي الله جل وعلا. وبالله التوفيق.

        المذيع: كثير ما يصل رسائل إلى هذا البرنامج من نساء، بعد أن تزوج عليهن أزواجهن ساءت معاملتهم لهن، وأصبحوا يميلون إلى الزوجة الجديدة ونسوا الزوجة الأولى ونسوا أولادها، لعل لفضيلتكم كلمة رحمكم الله.

        الشيخ: الزوج عندما يحتاج إلى زوجةٍ ثانية، وتكون عنده زوجةٌ أولى وأولاد منها، يتزوج زوجةً ثانية وقد تكون في وضعٍ مناسبٍ له من النواحي التي يريدها ويستمر معها وينسى أو يتناسى زوجته الأولى ويتناسى أولاده، ينشأ عن ذلك أن زوجته الأولى قد تقع فيما حرمه الله جل وعلا وأن أولاده من ذكورٍ وإناثٍ إضافة إلى ما يحصل عليهم من ضيق في النفقة من كسوة وكذلك التربية قد ينضاف إلى ذلك فساد الأخلاق، فالأولاد الذكور يرتبطون بأشخاصٍ لا خلاق لهم فتفسد أخلاقهم ولا يشعر الوالد إلا بعد فترةٍ طويلة، وكذلك بالنظر إلى البنات قد يحصل لهن شيء من ذلك والسبب في ذلك هو ضعف الرقابة المنزلية عليهم لأن الأم لا تقوى على مراقبتهم إلا داخل البيت، أما خارج البيت فإنها لا تقوى على مراقبتهم، فالأب هو الذي يستطيع مراقبتهم في داخل البيت ويستطيع مراقبتهم في خارج البيت، ولهذا قال الرسول ﷺ: « كلكم راع وكلكم مسؤولٌ عن رعيته » وذكر منهم: « الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته ».

        فعلى كل أب أن يتنبه إلى هذه الناحية، وأن يعيد النظر في نفسه فإذا كان من هذا النوع وهو من تزوج من الزوجة الثانية أو ثالثةً أو رابعة، عليه أن يعيد النظر في زوجته، أو زوجتيه، أو زوجاته السابقات، وأن يعيد النظر أيضاً في أولاده، وأن يتقي الله في كل واحدٍ من هؤلاء بحسب ما أوجب الله عليه. وبالله التوفيق.