Loader
منذ سنتين

تعاني من الوسوسة في الطهارة تعيد وضوء العضو الواحد من خمس إلى سبع مرات وما حكم مس الإبط، هل هو ناقض للوضوء؟


  • الطهارة
  • 2022-01-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8292) من مرسلة سمت نفسها بالفتاة المعذبة من الوساوس المتتالية تقول: أذهب لقضاء الحاجة -أجلكم الله- وأستغرق في الاستنجاء ما يقارب الثلث ساعة، وربما جلست في الوضوء، أعيد وضوء العضو الواحد من خمس إلى سبع مرات، وكذلك في الغسل أجلس أكثر من ساعة، وربما تزيد، وإذا لمست أي شيء قمت بتغيير ملابسي، ولا ألبس الملابس التي كانت علي أثناء العادة، وأقوم بتغيير كل شيء، إذا نزعت ملابسي قمت بغسل جسدي من أجل ألا يلمس جسدي الملابس، وهكذا تذكر أشياء كثيرة من هذا الأمر، وترجو التوجيه؟

الجواب:

        من المعلوم أن الوساوس من الشيطان، ولهذا يقول -جل وعلا-: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)}[1] فهو شيطان يوسوس للشخص، وبمجرد ما يجد استجابةً من الشخص، يتطور معه، يدخل معه مداخل، فيكون مثلاً معه في الطهارة، يكون معه في الصلاة، في الصيام، في الزكاة، في العمرة، في الحج، ويتطور الأمر إلى أن يدخل معه في باب الإيمان، في باب التوحيد، ولهذا قال ﷺ: « يقول: يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: من خلق كذا من خلق كذا، حتى يقول: من خلق الله »، فلإنسان عندما يجد هذه الأمور يسلك مسلكين:

        أما المسلك الأول فهو: كثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وكثرة ذكر الله -جل وعلا-.

        وأما المسلك الثاني فهو: قوة الإرادة، وذلك بأن يحسم الشخص الطريق على الشيطان، الرسول ﷺ في وضوءه توضأ مرةً، بمعنى: أن يغسل كل عضوٍ مرة مرة، وتوضأ مرتين مرتين، وتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، وفي بعض الحالات يغسل بعض الأعضاء مرة، وبعضها مرتين، ولا يزيد على ذلك.

        فالشخص يتقيد بسنة رسول الله ﷺ من ناحية الوضوء، كما أن الغسل المجزي هو أن ينوي الشخص، ويعمم جميع جسده بالماء، ولا يستغرق هذا تقريباً إلا دقيقتين أو ثلاث دقائق، وإذا أراد أن يغتسل الغسل الكامل فإنه يسمي، وينوي وبعد ذلك يتوضأ وضوء الصلاة، حتى يبقى غسل الرجلين، ثم بعد ذلك يحثو على رأسه الماء ثلاث مرات، ثم يغسل الجانب الأيمن، ثم الجانب الأيسر، ثم يعمم الماء على جميع بدنه، ولا يمس عورته لأنه لو مس عورته - يعني مس الفرجين القبل أو الدبر- فإنه ينقض الوضوء، فإذا انتهى، ولم يحصل منه مسٌ لفرجه لا القبل ولا الدبر، فإنه يغسل رجله اليمنى ثم الرجل اليسرى، وهذا يكون هو الغسل الكامل.

        أما بالنظر إلى الملابس التي يلبسها الإنسان فإن الأصل فيها الطهارة، والأصل أيضاً في البدن الطهارة، فإذا تحقق الإنسان من حصول نجاسة على الثوب، أو من حصول نجاسةٍ على البدن، فإنه يغسل المكان الذي أصابته النجاسة فقط، أما الخواطر والأشياء التي ترد على الذهن احتمال أن هذا نجس، هذا كله من الوساوس.

        وعلى كل حالٍ، فالشخص محتاجٌ إلى الأمرين السابقين كثرة ذكر الله والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وكذلك قوة الإرادة، وبالله التوفيق. 


الفتوى رقم (8293) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم مس الإبط، هل هو ناقض للوضوء؟

الجواب:

        ليس هذا من نواقض الوضوء، وبالله التوفيق.



[1] الآيات (1 - 4) من سورة الناس.