حكم النظر للموظفات غير المحجبات نظرة عابرة والسلام عليهن
- سدالذرائع
- 2021-10-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2000) من المرسل السابق، يقول: يوجد في منطقتنا بعض الموظفات غير محجبات، هل يجوز النظر إليهن ولو نظرةً عابرة، وهل يجوز السلام عليهنّ؟
الجواب:
المفروض أن المرأة تشتغل في مكانٍ لا تختلط فيه مع الرجال، وعلى هذا الأساس يكون الاتصال بين النساء فيما لهن علاقةٌ فيه من جهة الأعمال، ولا يجوز النظر إلى المرأة التي لا تحل للرجل، لا يجوز له أن ينظر إليها بقصدٍ، ولا يجوز له أن يصافحها، والله جل وعلا قال:"قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ"[1] ففي الأبصار قال: مِنْ أَبْصَارِهِمْ؛ لأنه يتعذرُ على الإنسان أن يغض جميع بصره، فقد يقع بصره فجأةً على المرأة فإذا صرفه لا يكون آثماً، وإذا استمر في النظر بعد مضيّ نظر الفجأة ، فإنه يكون آثماً، وإذا أعاد النظر مرةً أخرى ، فإنه يكون آثماً. وكما أمر الله المؤمنين بغض البصر، فقد أمر النساء أيضاً بغض البصر، ويقول الرسول ﷺ لعلي رضي الله عنه: « لا تتبع النظرة بعد النظرة فإنها لك الأولى وليست لك الثانية »، يعني أن الأولى معفوٌ عنها؛ لأنه يتعذر التحرز منها بخلاف الثانية فإن التحرز منها ممكنٌ.
ومنع مصافحة المرأة ومنع النظر إليها هذا من أجل المحافظة على كرامة المرأة من جهة، وكذلك المحافظة على كرامة الرجل من جهةٍ أخرى، فالرجل إذا مارس كثرة النظر، ومارس كثرة المصافحة ، فإنه سيؤدي ذلك إلى وقوع مالا تحمد عقباه منه، وكذلك بالنظر إلى المرأة ، إذا استمرت على هذا الأمر، فسيحدث مالا تحمد عقباه، ولهذا جاءت الشريعة بسد الذرائع، ومن الذرائع التي تسد هنا: ما سبق ذكره من منع المصافحة ومنع النظر، ومنها منع سفر المرأة بدون محرم، ومنها تحريم الخلوة بها، ولهذا قال ﷺ: « ما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثهما، قالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت » و"الحمو" هو: قريب الرجل كعمه مثلاً يدخل في البيت بدون ريبة، وقد يفعل مع المرأة مالا تحمد عقباه، فبما أن الله جل وعلا حفظ المرأة وأعطاها حقها وحصنها بهذه الأمور، فلماذا نخرجها من هذا الحصن، ونجعلها لعبةً بأيدي شياطين الإنس؟ هذا من جهل المرأة في نفسها، ومن جهل أولياء أمورها، ومن جهل المجتمع الذي تعيش فيه، فيجب أن توضع المرأة في الموضع اللائق بها ولا مانع من أن تشتغل مع المحافظة عليها، ولا يفهم من هذا أنها تشتغل مع الرجال! لا، تشتغل مع النساء، وبالله التوفيق.