هل يجوز للمرأة زيارة القبور، وهل المنهي عنه كثرة الزيارة؟
- العموم
- 2022-05-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4933) من المرسلة أ. ص من الأردن -عمان تقول: قال رسول الله ﷺ: « كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة »، هذا الحديث عام لجميع المسلمين نساء ورجالا فلم يرد فيه تخصيص الرجال بمن شاء وفي زيارة القبور بالذات، ثم هناك حديث آخر يقول فيه ﷺ: « لعن الله زوارات القبور »، فكلمة زوارات هنا صيغة مبالغة وهي دلالة على الكثرة أي أن المنهي عنه هو تلك الزيارات المتكررة للقبور من قبل النساء؛ لأن ذلك يؤدي إلى إهمال المرأة لواجباتها كزوجة وأم، أرجو التوضيح؟
الجواب:
الحديث الأول فيه أمر بزيارة القبور بعد النهي والدليل فيه عمومُ بالنسبة للمخاطبين، ومن يأتي بعدهم وهذا عمومٌ شمولي يشمل الرجال والنساء باعتبار دلالته من جهة الوضع اللغوي، فيفسر هذا الحديث بحسب الدلالة اللغوية، والحديث الثاني جاء فيه زوارات.. « لعن الله زوارات القبور » وجاء فيه « زائرات القبور »، فهذا فيه وعيدٌ شديدٌ للنساء اللاتي يحصل منهن أو تحصل منهن زيارةٌ للقبور وهذا الحديث طُبق في عهد الرسول ﷺ، وفي عهد الخلفاء الراشدين وفي عهد الصحابة أيضاً وفي عهد التابعين، بمعنى أنهم فهموا منه النهي عن زيارة النساء للقبور مطلقاً ولم يفهموا منه ما فهمته السائلة، وقد ذكرت في أثناء الجواب أنه ورد لفظ زوارات وورد لفظ زائرات، فما فهمته السائلة ليس في محله من جهة الدلالة الشرعية ومن ناحية العمل. وبالله التوفيق.
المذيع: بعض الناس ولا سيما بعض الكتاب وبعض المؤلفين يقول مثل هذا الكلام شيخ عبد الله، هل من كلمة للقراء جزاكم الله خيراً؟ الذي هو زوارات، والزيارة، وأن الحديث لم يخصص الرجال دون النساء وما أشبه ذلك؟
الشيخ: الشريعة جاءت من الله جل وعلا، وجاءت من الرسول ﷺ، فالقرآن كلام الله جل وعلا والرسول ﷺ يقول: « ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه »، والله جل وعلا أمرنا بامتثال أمر الرسول ﷺ وكذلك ننتهي عن الشيء الذي نهانا عنه، والله حينما تكلم في القرآن أراد منه معنى كلف به عباده، وهذا المعنى يأتي بيانه في القرآن أو يأتي بيانه في السنة فإن القرآن يبين بعضه بعضاً، والسنة يبين بعضها بعضاً والسنة تبين القرآن، وهذا المعنى الذي دل عليه القرآن ودلت عليه السنة يحتاج إلى علماء يفهمونه وعلاقة الشخص بفهمه للقرآن والسنة تارةً تكون مطابقةً يعني أنه يفهم ما أراده الله من هذه الآية، ويفهم ما أراده الرسول ﷺ ويجمع ما ورد في هذه المسألة من أدلةٍ من القرآن ومن أدلةٍ من السنة فيكون جامعاً للأدلة، ويكون مصيباً في فهمه لما أراده الله أو أراده الرسول ﷺ، ويبلغ الناس بهذا الشيء الذي فهمه عندما تدعو الحاجة إليه ويعمل به هو أيضاً فيكون مصيباً في فهمه ومصيباً في عمله في تطبيقه، ومصيباً في تبليغه للناس.
أما الإنسان الذي يفهم فهماً مبايناً لمراد الله، أو يفهم فهماً زائداً عن مراد الله، أو يفهم فهماً ناقصاً عن مراد الله، أو عن مراد الرسول ﷺ، فلا ينبغي له أن يتولى هذه الناحية.
وكثير من الذين يتكلمون في المسائل العلمية تارةً يكون عندهم نقص من ناحية جمع الآيات والأحاديث المتعلقة بالموضوع، وتارةً يكون عندهم نقصٌ في فهم مراد الله جل وعلا على أي وجهٍ من وجوه النقص، وقد يكون هناك سوء قصدٍ عند بعض الناس، فالمناسب هو ما ذكرته في الجواب، بالإضافة إلى أنه ينبغي أن يطلع على ما كتبه أهل العلم في الآيات، وفي الأحاديث التي يريد أن يأخذ الحكم منها وبالله التوفيق.