Loader
منذ سنتين

تغيرت معاملة الرجل بعد عقد القران وطلبت الانفصال فطالب بحقوقه كاملة وحكم الدعاء بالشر على الرجل وأهله إذا أخطئوا في حق المرأة


الفتوى رقم (7630) من المرسلة غ.م. من إربد من الأردن، تقول: أنا فتاة أبلغ من العمر حوالي عشرين عاماً، تقدم لخطبتي شاب أكثر من مرة؛ لكن للأسف الشديد وافقت عليه في النهاية، وبعد العقد والخطبة تغير كلياً، علماً أنه وعدني بأن أدرس الجامعة على حسابه الخاص، وخّيرني بين أن أسكن في إربد لوحدي أو أن أذهب معه إلى السعودية، مع العلم بأنه أردني ويعمل في المملكة، فاخترت الذهاب معه بعد الزواج لكن لم يتم الزواج لأنه تغير كلياً، علماً بأنني لم أقصّر في حقه، وبعد أن طلبت منه الطلاق تردد بحجة أنه متمسك بي، وبعد إلحاح وافق على الطلاق بشرط أن أتنازل عن حقوقي كاملة، فماذا أفعل الآن أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير »، وبما أن هذا الرجل دخل على أساس أنه متدينٌ ومتمسك بالدين، وبعدما تم العقد حصل منه تغيرٌ، وهذا التغير من ناحية الدين؛ فحينئذٍ يكون هو السبب، وهذا عيبٌ من العيوب، وبما أن هذا عيبٌ من العيوب؛ فليس له حقٌ فيما قدمه من المهر؛ لكن لو كانت المرأة هي السبب فحينئذٍ ليس لها حق.

        وبناءً على ذلك فإن مطالبته لك بما قدمه من مهرٍ مع أنه غرك واحتال عليك فمطالبته هذه ليست في محلها. وبالله التوفيق.


الفتوى رقم (7631) من المرسلة السابقة، تقول: أصبحت أدعو الله أن ينتقم منه ومن أهله ؛ لأنهم كانوا مثله، فهل أنا محاسبة على الدعاء بالشر لهم، مع العلم أن أمي تمنعني من الدعاء؟ وهل أنا محاسبة على طلب الطلاق منه مع أنني كما ذكرت لكم لم أخطئ في حقه بل هو المخطئ؟

الجواب:

        دعوة الإنسان على غيره لأنه مرتكبٌ لمعصيةٍ من المعاصي المتعلقة بحق الله -جل وعلا-، أو المتعلقة بحق أحدٍ من المخلوقين لا يدعو عليه ولكنه يسأل الله له الهداية؛ أما إذا اعتدى شخصٌ على شخصٍ في حق ذلك الشخص أو في حقٍ مشتركٍ بينهما فإنه يكون ظالماً لهذا الشخص، وبناءً على ذلك فإذا كان هذا المظلوم لن يصبر ويحتسب على هذا الظلم ويرجو مغفرة الله، ويرجو رحمته، ويرجو أن يعوضه خيراً، إذا كان لا يستطيع ذلك فإنه لا مانع من الدعاء عليه، فقد قال -تعالى-: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[1]، وقال النبي ﷺ: « ثلاث دعواتٍ مستجابات منها: دعوة المظلوم »، فإذا كان الإنسان مظلوماً ودعا على ظالمه في حدود ما ظلمه به فليس في ذلك بأسٌ؛ وأما بالنظر إلى كونها تدعو عليه لأنه عاصٍ لله، أو تدعو على أهله لأنهم يعصون الله فبدلاً من الدعاء عليهم تدعو لهم. وبالله التوفيق.

        المذيع: والشق الثاني في طلبها الطلاق، تقول: هل أنا محاسبة عليه؟

        الشيخ: وأما بالنظر إلى طلبها الطلاق فإذا كان الأمر كما وصفت فإنه هو السبب في ذلك، وبناءً على ذلك فليس عليها إثمٌ في طلب الطلاق؛ لأن الحديث: « أيما امرأةٍ طلبت طلاقها من غير ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحة الجنة »، فحينئذٍ هو السبب في طلبك للطلاق. وبالله التوفيق.



[1] الآية (43) من سورة الشورى.