معنى حديث: « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به »؟
- شرح الأحاديث
- 2022-01-13
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8948) من المرسل السابق، يقول: قرأت في متن الأربعين النووية هذا الحديث: « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به »، ما معناه؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وآخر الرسل محمد ﷺ، وآخر الكتب القرآن، والرسول ﷺ رسالته عامة، وهذا القرآن شريعة عامة للأنس وللجن منذ أرسله الله إلى أن تقوم الساعة، وهذه الشريعة كاملة يقول -جل وعلا-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}[1]، ويقول -جل وعلا-: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[2]، ويقــول الله -جــل وعــلا-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[3]، ويقول ﷺ: « بعثت إلى الأحمر والأسود وكل نبيٍ يبعث إلى قومه خاصة » ولما رأى الرسول ﷺ ورقةً من التوراة في يد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: « ما هذه يا بن الخطاب؟ قال: هذه ورقةٌ من التوراة، قال: « أفي شكٍ أنت يا بن الخطاب؟! لو كان موسى حياً لما وسعه إلا إتباعي ».
وبناء على ذلك فإنه واجبٌ على جميع المكلفين على وجه الأرض أن يتقيدوا بشرع الله -جل وعلا- من ناحية امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ومن المخالفات الموجودة الآن تحكيم القوانين؛ يعني: الحكم بغير ما أنزل الله، فقد قال الله -جل وعلا- في سورة المائدة: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[4]، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[5] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[6].
ومن المعلوم أن الأشخاص الذين يحكمون بهذه القوانين ويعتقدون أنها أفضل من كتاب الله، لاشك أن هذا ناقضٌ من نواقض الإسلام؛ يعني: يستبدلون ذلك، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}[7] ويقول الله -جل وعلا- في سورة التوبة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}[8] قالوا: يا رسول الله لسنا نعبدهم، قال: « أليسوا يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قالوا: بلى، قال: فتلك عبادتهم ».
ومن المعلوم أن القوانين الموجودة على وجه الأرض فيها تحريمٌ للحلال وتحليلٌ للحرام ولكن الله -سبحانه وتعالى- سائلٌ من وضع ذلك، ومن رضي به إلى غير ذلك ممن له علاقةٌ به، كلٌ بحسب علاقته، وبالله التوفيق.