Loader
منذ 3 سنوات

حكم الدعاء لأهل الكتاب بالهداية


الفتوى رقم (6760) من المرسلة السابقة، تقول: ما رأيك في قول بعض الناس عندما يرى أحداً من اليهود أو النصارى فيقول: اللهم اهدهم، أو اللهم خذهم من هذه الدنيا؛ لأن بعض الناس أنكروا هذا القول بأن الله لا يخير في الدعوة، فهل هذا صحيح؟

الجواب:

        سؤال الهداية وسؤال زيادة الهداية، سؤال زيادة الهداية لمن هدى الله -جل وعلا- وسؤال الهداية لمن أضله الله -جل وعلا- هذا من الأمور المشروعة؛ ولهذا الله دعا الكفار إلى الإسلام في القرآن في مواضع كثيرة، ومن أبلغ ما جاء في ذلك قوله -تعالى-: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ"[1].

        والأدعية التي جاءت في القرآن مثل قوله -تعالى-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ"[2] هذه الآية جاءت في سياقٍ بعد ذكر أصناف الناس في سورة البقرة ؛ لأن الله ذكر الصنف الأول وهم المؤمنون، وذكر الصنف الثاني وهم الكافرون، وذكر الصنف الثالث وهم المنافقون، ثم بعد ذلك دعاهم جميعاً إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فدعوتهم والسؤال لهم بالهداية هذا من الأمور المشروعة، ولا يدعو الشخص عليهم؛ ولهذا فالرسول ﷺ لمّا فقد غلاماً يهوديا سأل عنه فقالوا: إنه مريض، فجاء إليه وزاره في بيته وقال له: « قل لا إله إلا الله »، فرفع الولد بصره إلى أبويه فقالا له: أطع أبا القاسم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم مات، فلما خرج الرسول ﷺ قال: « الحمد لله الذي أنقذه من النار »؛ وهكذا كان رسول الله ﷺ يدعو عمه إلى دين الإسلام؛ وهكذا دعوته للمشركين في مكة، فالمقصود أن الشخص يدعو لهم بالهداية. وبالله التوفيق.



[1] الآية (38) من سورة الأنفال.

[2] من الآية (21) من سورة البقرة.