المقصود بالنفاق
- فتاوى
- 2021-07-19
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6215) من المرسلة أ. م، تقول: ما هو النفاق؟ هل هو الكذب؟ وهل الكذب العادي بيننا من النفاق؟
الجواب:
النفاق هو عبارة عن أن الشخص يعمل أعمالاً أو يقول أقوالاً هي في ظاهرها أنها حق؛ ولكن يعتقد في قلبه خلاف ما أظهره.
والنفاق يكون نفاقاً أكبر وهو ما ذكره الله عن المنافقين في القرآن في سورة البقرة، ذكر ثلاث عشرة آية في شأن المنافقين، ولهذا كانوا يصلون مع الرسول ﷺ وكانوا يصومون، يعملون أعمال الدِّين الظاهرة؛ ولكنهم عندهم اعتقاد في قلوبهم يخالف ذلك؛ ولهذا قال الله -جلّ وعلا-: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا"[1].
ومن النفاق ما هو نفاق أصغر؛ يعني: لا يكون مخرجاً عن دين الإسلام. وقال الرسول ﷺ: « آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا واعد أخلف، وإذا اؤتمن خان »[2]، فيتكلم الإنسان بالكلام على أنه صدق وهو يعرف في قرارة نفسه أنه كاذب في هذا الأمر، ويُظهر للناس أنه أمين ولكنه يخون في باطن الأمر، ويعطي مواعيد وبعد ذلك يخلفها.
ومن المعلوم أن أقوال الشخص وأفعاله مسؤول عنها يوم القيامة، وإذا تطابق قوله مع قصده وكان قوله حقاً وقصده حقاً، وتطابق فعله مع قصده وكان فعله حقاً وقصده حقاً فهذا هو المؤمن؛ أما إذا اختلف قوله وفعله مع قصده فظاهر قوله وظاهر فعله أنه حق وصدق ولكن قصده يخالف ذلك؛ فحينئذ يكون هذا من النفاق. ومخالفة القصد للفعل تأتي على وجوه كثيرة في الشريعة هذا وجه منها وهو النفاق؛ سواء كان هذا النفاق نفاقاً أكبر، أو كان نفاقاً أصغر. وبالله التوفيق.
[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق(1/16)، رقم (33)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق(1/78)، رقم (59).