Loader
منذ سنتين

شرح حديث « الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل »


الفتوى رقم (4714) من المرسلة هـ. م. س.، تقول: قال رسول الله ﷺ: « الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل » أرجو أن تشرحوا لي هذا الحديث جزاكم الله خيراً.

الجواب:

        الشخص يزاول في حياته أعمالاً ويصدر منه أقوال، وهذه الأعمال وهذه الأقوال منها ما يكون موافقاً لشرع الله جل وعلا، ويترك أموراً ويكون هذا الترك موافقاً لنهي الله جل وعلا.

        فالله أمر بالتوحيد وأمر بالإيمان، وأمر بأركان الإسلام، وأمر بأمور كثيرة جاءت في القرآن، وجاءت في السنة، ونهى عن الشرك بجميع أنواعه، سواء كان هذا الشرك من ناحية القول، أو من ناحية العمل، أو من ناحية الاعتقاد، وسواء أكان هذا الشرك شرك أكبر، أو كان شرك أصغر.

        ومن الأمور التي يزاولها الإنسان ما يكون واضحاً عنده في وقت مزاولته، وكذلك ما يتركه قد يكون واضحاً؛ لكن قد يفعل الشيء ولا يكون واضحاً أمامه هو منهي عن فعله؛ ولكنه يفعله ولا يكون ظاهراً أمامه، مثل ما يقول الإنسان: لولا الله وفلان، ومثل الإنسان يقوم ويزين صلاته لما يرى من نظر رجل آخر.

        فهذه أمور تكون خافية بالنظر للشخص ولا يتنبه لها.

        والواجب على المسلم أن يتنبه إلى فعل الأسباب التي تقربه إلى الله جل وعلا، وإلى الكف عن الأمور التي لو فعلها أبعدته عن الله جل وعلا، فيحرص على ترك ما نهاه الله عنه، حرمه عليه، ويحرص على فعل ما أمره الله به، وإذا أشكل عليه شيء من الأمور فإنه يسأل أهل الذكر.

        وبعض الناس تكون عنده يقظة وبصيرة، ويحصل عنده ريبة في بعض الأمور، ولهذا الرسول ﷺ: « البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب وإن أفتاك الناس وأفتوك، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ». وبالله التوفيق.