الفتوى رقم (4152) من المرسل السابق، يقول: ما حكم من أقام مدة سنتين وغاب عن زوجته، ما حكم هذا الهجر، علماً بأنه يرسل النفقة لأولاده ولزوجته؟

 الجواب:

        لا شك أن العلاقة الزوجية لها أهمية كبرى من وجوه متعددة، منها: المحافظة على أخلاق كل واحد من الزوجين، ومنها المحافظة على تربية الأولاد، وعلى رعايتهم، وتأديبهم، وتعليمهم؛ لأن والدهم هو المسؤول عنهم. وعندما ينفصل عن زوجته وعن أولاده هذه المدة الطويلة، هو لا يأمن على نفسه من الوقوع في الفساد، والمرأة لا تؤمن من الوقوع في الفساد، والأولاد كذلك يتشردون، وتكون أخلاقهم أخلاقاً سيئة؛ لأن سيطرة الأم على الأولاد ليست كسيطرة الأب على الأولاد، ونظرة الأولاد إلى الأم تختلف عن نظرتهم إلى الأب، فالواجب على الزوج إذا تزوج زوجة أن يقوم بحقوقها الشرعية، ولا يغتر بما يحصل له من الإمهال من جهة الله -جل وعلا-، فإن الله -سبحانه وتعالى- يمهل ولا يهمل، فواجب عليه أن يقوم بحق زوجته على الوجه الشرعي.

        وإذا أرادت المرأة أن ترفع أمرها لولي أمرها من أجل أن يكون هناك اتفاق بين ولي الأمر وبين الزوج حسب ما يقتضيه الوجه الشرعي، وإذا دعا الأمر إلى رفع القضية إلى الحاكم الشرعي، فهذا أمر مشروع، وليس به بأس؛ لأن الزوج هو المتسبب في ذلك. وبالله التوفيق.