حكم قراءة الفاتحة على روح النبي ﷺ
- البدع
- 2021-09-20
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1618) من المرسل م. م من العراق، يقول: هل يجوز قراءة الفاتحة على روح النبي محمد ﷺ ؟ أو أن يُطلَب منه شيءٌ ما؟
الجواب:
هذه المسألة، وهي مسألة قراءة الفاتحة على روح النبي ﷺ أو على روح الميت من الأمور المُبتدعة.
أما بالنسبة للرسول ﷺ، فإن الله قد أغناه عنها؛ لأن الله كتب له من الأجر بالإضافة إلى ما تكرَّم به عليه، أعطاه مثل أجر من تَبِعه إلى أن تقوم الساعة، وهذا فضل عظيم، فلا حاجة إلى أن يقرأ شخص الفاتحة ويجعل ثوابها له.
وأما بالنسبة لقراءة الفاتحة وإهداء ثوابها إلى الميت، فهذا الناس يسلكون فيه مسالك:
منهم من يقرأ ذلك عند القبر يأتون عند القبر ويقرؤون الفاتحة، أو يقرؤون شيئاً من القرآن، وقد يكون بأجرة، وقد لا يكون بأجرة.
ومنهم من يجمع ناس في البيت يستأجرهم ويجعلهم يقرؤون القرآن، ويهدون ثوابه إلى الميت الفلاني؛ هذه الأمور لم يَرِد فيها دليل من كتاب ولا من سُنّة، والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- ما كان يفعل ذلك لأحدٍ من الأموات، وكذلك خلفاؤه من بعده، فأبو بكر رضي الله عنه هو خليفة رسول الله ﷺ، وهو الصدِّيق ولم يفعل ذلك مع الرسول ﷺ، وعمر رضي الله عنه لم يفعله مع الرسول ﷺ ولا مع أبي بكر، وهكذا عثمان وعلي؛ و هكذا سائر الصحابة فما كانوا يفعلون ذلك، فحينئذٍ حصل إجماعٌ؛ بالإضافة إلى عدم الدليل من الكتاب والسنة، فحصل إجماع على عدم حصول ذلك.
وكذلك التابعون لا أعلم أحداً منهم نُقِل عنه أنه فعل ذلك، فحينئذٍ يكون هذا من باب العبادات، والعبادات مبنية على التوقيف.
وإذا قال شخص : إن هذا الأمر مشروع وهو قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها إلى روح فلان، نقول له: عليك بالدليل، يعني: لا بدّ من مطالبته بالدليل، والأصل في العبادات الحظر، فالأصل في ذلك المنع. وبالله التوفيق.