Loader
منذ 3 سنوات

حكم موافقة الرجل على الزواج من المرأة التي لا تصلي رغبة في تعليمها الصلاة والدين الصحيح


الفتوى رقم (1376) من المرسل السابق، يقول: إذا كان شاب تعرض لزواجٍ مثل هذا هل يُقبل أم لا؟ وما ذنب الفتاة العانسة وسط جهل لا تستطيع الخروج منه إلا بشاب صالح يعلمها دينها ويؤثر -كذلك- في أهلها كما فعلت والحمد لله؟ أم أترك الفتاة وأهلها إلى النار وأبحث عن غيرها؟

الجواب:

        هذه المسألة سبق الكلام عليها من حيث الأصل.

        وأما الإنسان عندما يريد أن يُقدم على الزواج، فإنه يختار مرضية ًفي دينها، كما قال ﷺ بالنسبة للرجل: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوِّجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ».

        وقد نصحت السائل فيما سبق من الجواب؛ بل هو في الحقيقة واجب عليه أن يُعيد عقد النكاح بعدما استمرت المرأة على الصلاة. وبالله التوفيق.

        المذيع: وبالنسبة لهؤلاء العانسات كما يقول هن مسلمات لكنهن لا يعلمن شيئاً من أمور دينهن بحكم البيئة والمجتمع والجهل المتفشي كما يقول؟

        الشيخ: على كل حال أنا لا أظن أنه يوجد مجتمع متكامل بهذا الشكل؛ لأنه ذكر أنه يمني، وبلاد اليمن فيها خير بالنسبة لتطبيق الشريعة، فوصفهم بأنهم جُهّال، وأنهم لا يفهمون من أمور دينهم شيئاً؛ لعله يريد أن يُبرر بذلك موقفه من جهة أن يستمر عقده الأول، ومادام أنه وُجد له حل يسلكه ويخرج به من هذا المأزق الذي وقع فيه، وهو أنه يُجدد عقد نكاحه عليها من جهة، وأن الأولاد يُلحقون بهما كما سبق ما ذكرته من أنه نكاح شبهة. ومن المعلوم أن نكاح الشبهة يكون عذراً من ناحية إلحاق الأولاد ونسبتهم إلى أبيهم وأمهم.

        بالنسبة للجاهلات، الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- بيّن المسؤولية فقال: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته »، فالإمام راعٍ ومسؤول رعيته، والرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته.. إلى آخره. والله -جلّ وعلا- قال:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"[1]، فالمسؤولية لا تقع على شخص أجنبي بعيد عن الأسرة، المسؤولية تقع على رب الأسرة ابتداءً، وكون هذا الشخص يُجهِّل جميع الأسر، وقد يكون هو جاهل -أيضاً- ويجهل الأسر من أجل أنه يريد أن يتزوج. مسؤولية الأسر على أولياء أمورهن، وبإمكان هذا السائل ما دام عنده هذه الغيرة أن يُوعز إلى الناس الذين عندهم علم من جهة أنهم يعلّمون من كان جاهلاً عن طريق إلقاء النصائح، وإقامة الندوات، وإلقاء المحاضرات، والإجابة عن أسئلة السائلين في تلك الجهات التي فيها الجهال الذين يذكرهم. وبالله التوفيق.

        المذيع: الواقع شيخ عبد الله لا يستطيع الإنسان أن يُنكر وجود الجهل في مجتمع ما، فمن عرف القرى والبوادي على أقل تقدير تيقّن أن ما كتبه أخونا صحيح، وأنه واقع ولا يستطيع أحد إنكاره على الإطلاق!

        الشيخ: أنا لا أقول: إنه لا يوجد جهل، لكن كونه يصف مجتمعاً متكاملاً بالجهل هذا يحتاج إلى انطباقه على واقع صحيح؛ لكن لو لم يكن هذا الرجل متزوجاً ويريد البقاء مع زوجته ممكن، لكن هو متزوج ويريد البقاء مع زوجته؛ ولهذا قلت أنا: لعله يريد أن يُبرر موقفه. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة التحريم.