الفتوى رقم (5824) من المرسل ص.م من اليمن يقول: أنا موظف من موظفي الدولة وعملي في ربط الأسلاك الكهربائية إلى المنازل، فعندما أربط الكهرباء في أي منزل يعطيني صاحب المنزل مبلغاً من المال مثلاً خمسين أو مائة ريال، فهل أخذي لها حلال أم حرام، مع أني أتقاضى راتباً من الدولة مقابل ذلك؟

 الجواب:

        لا تأخذ هذا المبلغ؛ لأن هذا من باب الرشوة، والرسول ﷺ « لعن الراشي والمرتشي والرائش بينهما »، فالمرتش والراشي والرائش كلهم لُعنوا، وعلى هذا الأساس فما تأخذه حرامٌ يجب عليك أن ترده إلى أصحابه.

        وبهذه المناسبة مما يؤسف له أن كثيراً من الأشخاص يكون الواحد منهم قد ربط به عمل من الأعمال؛ ولكنه يعمل أعمالاً تجعل المراجعين له يدفعون له الرشوة، فمن دفع له أنجز عمله، ومن لم يدفع له ماطل في عمله حتى يدفع له وربما يمنعه من حقه عقوبةً له؛ لأنه لم يدفع له، وهذا الكسب الذي يؤخذ على هذا الوجه هذا من الأمور المحرمة، ومن المجالات التي يحصل فيها هذا كثيرٌ جداً على مستوياتٍ مختلفة، فعلى كلّ شخص يجد من نفسه أنه سلك هذا المسلك فبالنظر إلى الماضي عليه أن يرد الحقوق إلى أهلها، وبالنظر للمستقبل عليه أن يتقي الله -جلّ وعلا-، فإن الذي سهّل له الحصول على هذه الوظيفة قادرٌ على أن ينزعها منه في لحظةٍ، ويكون نزعها منه عقوبةً عليه بسبب ما اقترفه من إيقاع الإضرار بالخلق، فعلى كلّ واحدٍ من هؤلاء أن يتقي الله في نفسه. وبالله التوفيق.