الفرق بين القواعد الشرعية والأصول الشرعية
- مقدمة أصول الفقه
- 2021-07-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6618) من المرسل م.س. من الرياض يقول: ما الفرق بين القواعد الشرعية والأصول الشرعية؟
الجواب:
أصول الفقه هي عبارة عن الأدلة الكُلية: أدلة القرآن، والسنة، والإجماع، والقياس، وسائر الأدلة التي تذكر في علم الأصول، هذه يطلقون عليها أصول الفقه.
أما قواعد الأصول فهي القواعد المستنبطة من أصول الفقه بطريق الاستقراء؛ كما يُقال الأمر المُجرد من القرائن يقتضي الوجوب، والنهي المُجرد عن القرائن يقتضي التحريم؛ وهكذا في سائر القواعد الأصولية، والقواعد الأصولية تستخدم للاستنباط من أدلة التشريع من أصول الفقه؛ يعني: من أدلة الكتاب ومن أدلة السنة، وينتج عن هذا الاستنباط الفروع الفقهية والفروع المتعلقة بالقواعد، وإن شئت أن تقول: فروع التشريع عموماً.
وفيه نوعٌ من القواعد يسمى بالقواعد الفقهية، والقواعد الفقهية هي عبارة عن قضية كُلية، وهذه القضية الكلية تكون مشتملة على فروعٍ كثيرةٍ من أبوابٍ مختلفةً تشترك في مناط الحكم، وهذه الفروع هي مستنبطة من أدلة التشريع عن طريق القواعد الأصولية، فتجد فروع القاعدة الواحدة من القواعد الفقهية مبثوثة في جميع أبواب الفقه من كتاب الطهارة إلى الإقرار، فمثلاً من القواعد الأمور بمقاصدها، المشقة تجلب التيسير، العادة محكمة، اليقين لا يزول بالشك. والقواعد الفقهية موجودة مدونة في كتب المذاهب؛ بمعنى: إن كل مذهب من المذاهب يوجد له قواعد فقهية منسوبة إلى هذا المذهب. وفيه نوعٌ من القواعد وهو قواعد المقاصد، قواعد مقاصد الشريعة. وأحسن من تكلم عليها من العلماء المتقدمين الشاطبي في كتابه الموافقات، وقد نظمها من ناحية التخطيط وبيّن قواعد المقاصد المتعلقة بمقاصد الشارع والمقاصد المتعلقة بالمكلف، ورسم لها قواعد كثيرة. والبرنامج لا يتسع إلى التفصيل في ذلك؛ لكن الغرض هو الإشارة.
وفيه نوعٌ يُتجوز فيه فتارة يطلقون عليه أنه ضابط، وتارةً يطلقون عليه بأنه قاعدة، وهذا مجرد اصطلاحٍ ولا مشاحة في الاصطلاح، فيوجد ضوابط مرتبة على أبواب الفقه؛ مثل: ضوابط الطهارة، وضوابط التيمم، وضوابط المسح على الخفين، وضوابط الوضوء، وضوابط الغسل، وغير ذلك من أبواب الفقه، فإذا كانت الفروع من بابٍ واحد يطلقون عليه بأنه ضابط. وقد يتساهل بعض العلماء ويطلق عليه بأنه قاعدة، وعلى كل حالٍ لا مشاحة في الاصطلاح، وهذه الأنواع التي ذكرتها هي في الحقيقة مهمةٌ للغاية من جهة أنها تحتاج إلى العناية بها من جهة من يريد أن يدرس هذه الشريعة. وبالله التوفيق.