Loader
منذ سنتين

شرح حديث: « اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك »


الفتوى رقم (8854) من المرسل س. إ من مصر- كفر الشيخ، يقول: في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن الرسول قال له: « اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك » ما معنى هذا الحديث؟

الجواب:

        الأمور التي تقع مقدرة بعلم الله -جل وعلا-، وهذه الأمور المقدرة لا تخطئ التقدير الذي قدره الله -جل وعلا-، فالشيء الذي أصابك من مرض أو خسارة مال أو صحة أو غنى، هذا مقدر في علم الله ولا ينتقل إلى غيرك، إنما يوجه إليك.

        وإذا كان العكس، إذا كنت فقيراً أو كنت مريضاً، فهذا أصابك ولا يمكن أن يخطئك وينتقل إلى غيرك.

        فكل شخص في هذه الحياة يسير على حسب علم الله من جهة، وعلى حسب قضائه وقدره من جهة أخرى، ولكن الله -سبحانه وتعالى- جعل للعبد خيرة يختار {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[1]، فالعبد يعمل هذه الأعمال، والله -سبحانه وتعالى- يحاسبه على ما أقدم عليه على سبيل الاختيار، وإن كانت هذه الأعمال بقضاء الله وقدره، لكن علاقتها بالقضاء والقدر أن الله عالمٌ بأنها تكون من هذا الشخص، ومقدرةٌ في علم الله بحسب أن الله -جل وعلا- عالمٌ بأن هذا الشخص سيعمل هذا العمل من صالحٍ أو من عملٍ طالحٍ، وبالله التوفيق



[1] الآية (3) من سورة الإنسان.