الفتوى رقم (6308) من المرسلة السابقة، تقول: هل المرأة إذا وضعت الحجاب التام ولم تصافح الرجال تعتبر ملتزمة بمنهج المصطفى ﷺ؟

الجواب:

        الالتزام يكون التزاماً كلياً، ويكون التزاماً جزئياً؛ فالشخص يكون مؤمناً إيماناً كاملاً، ويكون مؤمناً من وجه؛ ولكنه عاصٍ من وجه آخر؛ فمثلاً قول الرسول ﷺ: « لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن »، معنى هذا أن إيمانه نقص بهذه المعصية، وليس معنى هذا أنه خرج عن الإسلام بهذه المعصية؛ وهكذا بالنظر للالتزام فالإنسان يكون ملتزماً؛ بمعنى: إنه ممتثل لجميع الأوامر، وممتثل لترك جميع المحرمات، وقد يحصل عنده التزام في كثير بأمور الشريعة ولكن تحصل عنده بعض المخالفات. وهذه المسألة المسؤول عنها هذه السائلة تكون ملتزمة بهدي الرسول ﷺ من جهة أنه لم يصافح امرأة قط لا تحل له فما مسّت يده يد امرأة لا تحل له، ولما بايع النساء بيعة العقبة بايعهن بالكلام؛ فهي ملتزمة في هذه الجزئية؛ وهكذا إذا طبقت الحجاب تكون ملتزمة بتطبيق الحجاب. وعليها أن تسأل ربها أن يثبتها وأن يزيدها من التوفيق. وبالله التوفيق.