حكم ترك الصلاة وقضاؤها بعد التوبة
- الصلاة
- 2021-06-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (432) من المرسل ر.ج.خ من سوريا محافظة دير الزور قرية عياش، يقول: هناك من يقول: إذا الرجل حقت عليه الصلاة، ولم يصلِّ حتى بلغ من العمر عشرين سنة أو أكثر، فهل الأوقات الماضية يجوز أداؤها أم لا؟ وقد اختلف عندنا كثير من الناس في هذه المسألة، نرجو أن تبينوا لنا هل بها حديث عن الرسول ﷺ أم لا؟
الجواب:
إذا بلغ الشخص حد التكليف، فإذا كان ذكراً، فإنه يكون مكلفاً بوجود إحدى علامات البلوغ، وهي أن ينبت شعر خشن في قبله، أو يحتلم (يحصل منه إنزال في النوم)، أو يبلغ خمس عشرة سنة. وهذه العلامات الثلاث بالنسبة للذكر هي علامات أيضاً بالنسبة للأنثى وتزيد بالحيض.
فإذا بلغ الشخص التكليف وجبت عليه الصلاة، وإذا تركها جاحداً لوجوبها متعمداً لتركها؛ فإنه يكون كافراً بإجماع أهل العلم.
وإذا تركها تهاوناً وكسلاً، فإنه يكون كافراً على الصحيح من أقوال أهل العلم.
وبناء على ذلك إذا رجع بعد فترة من الزمن، فإنه لا يقضي ما فاته من صلاته في الحالتين المذكورتين؛ أي: إنه إذا تركها جاحداً لوجوبها متعمداً لتركها، أو أنه تركها تهاوناً وكسلاً؛ لكن لو نام عنها حتى خرج وقتها أو نسيها فإنه يصلّيها؛ لقوله ﷺ « من نام عن صلاة أو نسيها فليصلّها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ».
ومما يؤسف له أن كثيراً من الأشخاص يتهاونون في الصلاة، فمنهم من يتركها بالكلية، ومنهم من يتركها حتى يخرج وقتها، ومنهم من يصليها بعد خروج الوقت، ومنهم من يتركها مع الجماعة، ومنهم من يأتي ويصليها، ولكن يأتي وقد فاته ركعة أو ركعتان أو ثلاث ركعات؛ المهم هو وجود التساهل في الصلاة، والتساهل له وجوه مختلفة.
والله -جلّ وعلا- بيّن حكمها في القرآن، وأمر بها في مواضع كثيرة، وأمر بفعلها في حالة الخوف "وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ"[1].
وجاءت أدلة دالة على أن تركها كفر، كما في قوله ﷺ: « بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة »[2]، وفي الحديث الآخر: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر »
فعلى المسلم أن يتقي الله في نفسه، وأن يحافظ على هذه الصلوات؛ لأنه لا يدري متى يوافيه الأجل، والله -جلّ وعلا- قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[3].
يعني أن الإنسان يتقي الله في حياته، وأن يتعاهد الأعمال الصالحة والأقوال الصالحة، يتعاهد ذلك طول حياته، حتى إذا جاءه الموت يكون قد جاءه وهو متلبّس بالأعمال الصالحة، والله -جلّ وعلا- يرحمه ويختم له بخاتمة صالحة. وبالله التوفيق.
[2] أخرجه أحمد في مسنده(23/228)، رقم(14978)، وأبو داود في سننه، كتاب السنة، باب في رد الإرجاء(4/219)، رقم(4678)، والترمذي في سننه، أبواب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة(5/13)، رقم(2620)، والنسائي في سننه، كتاب الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة(1/232)، رقم(464)، وابن ماجه في سننه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة(1/ 342)، رقم(1078).