Loader
منذ 3 سنوات

معنى حديث «وبينهما أمور متشابهات»


الفتوى رقم (5618) من المرسل السابق، يقول: ورد حديث عن الرسول ﷺ معناه: « إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور متشابهات لا يعلمها كثير من الناس » حدثوني ولو بإيجاز عن تلك المتشابهات.

الجواب:

        المقصود من هذا هو بيان ثلاثة أمور:

         أما الأمر الأول: فهو الحلال.

        وأما الأمر الثاني: فهو الحرام.

        وأما الأمر الثالث: فهو ما يكون فيه اشتباهٌ.

        فالشخص يقدم على الحلال ويترك الحرام، وعندما يلتبس عليه شيءٌ من الأموال هل هو حلالٌ أو حرام، فإنه يعمل بقوله : « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ».

        وعندما ننظر إلى واقع الشريعة وننظر إلى واقع حياة الناس من جهة التعامل نجد أن الشريعة بيّنت طرق الحلال وبينت طرق الحرام، وليس هناك أمورٌ متشابه من جهة التشريع، وإنما هذا الاشتباه يرجع إلى التطبيق؛ بمعنى: أن الشيء في تطبيقه يكون له شبهٌ في الحلال من وجهٍ، وله شبهٌ في الحرام من وجهٍ بحسب فهم الشخص وبحسب الأسباب المتعلقة بهذا الموضوع.

        فعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى البيع وجدنا أن الله I بيّنه، وعندما ننظر إلى جانبٍ من تعامل الناس في البيع نجد أنهم يتعاملون بالربا فهذا حرام بيّن لا إشكال فيه، ومع ذلك يتعمده الكثير من الناس، فالخمر يبيعونه ويشترونه، يأكلون ثمنه، الرشوة وما إلى ذلك فهذه أمورٌ محرمةٌ بينةٌ لا إشكال فيها، لكن قد يلتبس الأمر على الشخص في بعض الصور، وعلى هذا الأساس يأخذ بقوله : « دع ما يريبك إلى مالا يريبك »، وقد جاءه رجلٌ وجلس عنده، فسأله النبي قال: « جئت تسأل عن البر؟ قال: نعم، قال استفتي قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ».

        فالشخص عندما يقع في نفسه ريبة في معاملة من المعاملات فإنه يتجنبها للأخذ بالاحتياط وللبعد عن الأمور المتشابهات. وبالله التوفيق.