قضاء شهر العسل في الخارج
- النكاح والنفقات
- 2021-09-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1773) من المرسل س. ح. خ من مكة المكرمة، يقول: ما حكم قضاء شهر العسل في الخارج بأدب واحترام؟
الجواب:
يوجد في المجتمع بعض التقاليد التي جاءتنا من الخارج، وهذه التقاليد من النّاس من ينظر إليها من ناحية شكليتها؛ ولكنه لا ينظر إليها من جهة ما يترتّب عليها من آثار، والشخص الذي ينظر إليها من ناحية شكليتها يقول: إنها أمور سهلة وليس فيها شيء؛ ولكن الذي ينظر إليها نظراً بعيداً، وينظر ما يترتّب عليها من الآثار السيئة عند ذلك لا يقدّم عليها؛ هذا من جهة.
ومن جهةٍ أخرى إذا صرف هذه الصورة إلى ناحيةٍ أخرى؛ كمن يقضي شهر العسل في مكة، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة، وهي خير البقاع على وجه الأرض، وفيها محافظة من الناحية الدينية، وفيها تربية بدنية، وتربية روحية للزوجة.
وإذا سافر الإنسان إلى الخارج بزوجته، لابد من مشاهدة أمورٍ محرمة، وسماع أمور محرمة، وقد تتأثر الزوجة بحكم ما تتصف به من ضعفٍ في المناعة التي عندها؛ فليست الحصانة التي عندها كالحصانة التي عند الرجل، فتتأثر بالأخلاق التي تراها، وترجع بأخلاق فاسدة؛ بدلاً من أن تتخلّق بأخلاق صالحةٍ إذا بقيت -مثلاً- في مكة أو في المدينة.
ثم إن قضاء شهر العسل في الخارج، هل هو من الأمور الواجبة وإلا من الأمور المستحبة؟ هو دائرٌ بين أن يكون محرماً لما يترتّب عليه من الآثار السيئة؛ باعتبار ما يقع، وإما أن يقال: إنه مكروه.
وعلى العاقل أن ينظر في الأمور التي يقدم عليها، عليه أن ينظر في نتائجها، وإذا كانت نتائجها سيئة بمعنى: إن مفاسدها أرجح من مصالحها، أو أن المفاسد مساوية للمصالح، أو أنه بطريقته هذه يرتكب أعلى المفسدتين، ويتجنّب أدناهما، أو يفوّت أعلى المصلحتين ويأخذ بأدناهما.
فهذه الأمور كلها ممنوعة، فعليه أن يوازن وأن يبحث عن البديل الذي إذا أقدم عليه وعمله، فإنه يؤجر عليه؛ بدلاً من الشيء الذي عدل عنه؛ فإنه يكون آثماً إذا ارتكبه. وبالله التوفيق.