تفسير: (لم يذكر فيهنّ نفسه) الوارد في الحديث: « من توضّأ فأحسن الوضوء، وصلّى ركعتين لم يذكر فيهن نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه »
- شرح الأحاديث
- 2021-12-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3460) من المرسل ر. ع. ش، من الرياض، يقول: جاء في الحديث: « من توضّأ فأحسن الوضوء، وصلّى ركعتين لم يذكر فيهن نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه »[1]. أرجو تفسير:(لم يذكر فيهنّ نفسه).
الجواب:
الشخص عندما يدخل في الصلاة، يأتي إليه الشيطان ويذكره بأمور قد تشغله عن الصلاة، فقد ينصرف من صلاته، وليس له منها شيء، فقد ينصرف منها وله منها النصف، أو الثلث، أو الربع، أو السدس.
وقد يستحضر عظمة الله في صلاته من تكبيرة الإحرام حتى التسليم، ويكون متدبراً لما يقوله من الأمور المشروعة؛ من: ذكرٍ، وقراءة، وتسبيح ٍ، وكذلك ما يكون في الصلاة من ركوعٍ، وسجودٍ، وقيامٍ، وجلوسٍ بين السجدتين. هذه الأمور على هذا التنظيم لم توضع على سبيل العبث؛ وإنما وضعت طاعة وتعظيماً لله -جلّ وعلا-.
فهو عندما يكبّر تكبيرة الإحرام، ويقبض يده اليسرى بيده اليمنى، ويجعلهما في موضعهما الشرعي، يكون قد استسلم لله -جلّ وعلا-. وعندما يبدأ بالاستفتاح، ثم الاستعاذة بالله من الشيطان الرحيم، ثم التسمية، ثم قراءة الفاتحة، وهكذا السورة التي بعدها، ثم بعد ذلك يكبّر للركوع، ويضع يديه على ركبتيه، ويقول: سبحان ربي العظيم، فيكون مستحضراً لعظمة الله -جل وعلا- من جهة الأقوال والأفعال، ولا يحدّث نفسه حديثاً يمنعه من الخشوع في الصلاة، فحينئذٍ يكتب له أجر صلاته كاملاً. وبالله التوفيق.
[1] ينظر: صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب المضمضة في الوضوء (1/44)، رقم (164)، وصحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب صفة الوضوء وكماله(1/204)، رقم (226).