الرد الذي يقال للشخص المادح في وجه الممدوح بما فيه وما ليس فيه
- فتاوى
- 2021-07-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5669) من المرسل السابق، يقول: ما الرد الذي يمكنني قوله لمن يمدحني في وجهي كثيراً بما كان فيّ من الصفات أو ليس فيّ؛ حيث إني أقف عاجزاً أمام الرد عمن يفعل ذلك معي. وقد سمعت أن الرسول ﷺ قال كلاماً معناه: « احثوا التراب في وجوه مادحيكم »
الجواب:
الشخص عندما يسمع من شخصٍ كلاماً يكون موجهاً من المتكلم إلى الشخص الذي يسمعه المُتكلمُ فيه أعلم بنفسه، فإذا كان هذا الكلام الذي يقوله المتكلم من وصف المتكلم فيه بصفاتٍ حسنة أن هذه الصفات موجودةٌ فيه فالحمد لله على ذلك. وإذا كانت هذه الصفات ليست بموجودة في المتكلم فيه فإن المُتَكلم في ذلك يكون منافقاً؛ وبخاصةٍ إذا كان المُتكلِمُ يستخدم هذا الكلام الذي يقوله يصف الشخص المتكلم بصفاتٍ ليست بموجودةٍ فيه إذا كان يريد اتخاذ هذا الكلام وسيلة من أجل تحليل حرامٍ أو تحريم حلالٍ، أو يريد أن ينتفع من هذا الشخص بشيءٍ حلالٍ؛ فإن هذه الوسيلة لا تجوز. وبإمكانه أن يطلب حاجته من الشخص دون أن يصفه بصفاتٍ كاذبة. وعلى الشخص المُتكلّم فيه أن ينصح المُتكلِم بهذا الكلام ينصحه ويخبر السامعين إذا كان الشخص يتلكم بمحضر أناسٍ يُخبر السامعين بأن هذه الصفات التي يذكرها هذا الشخص ليست بموجودةٍ فيه.
وبهذه المناسبة ينبغي على المسلم في تعامله مع إخوانه المسلمين أن يكون تعامله جارياً على حسب المقتضيات الشرعية، فلا يسلك مسلك الإفراط فيمدح الإنسان بما ليس فيه، ولا يسلك مسلك التفريط فيتنقصُ من الشخص بما فيه من الصفات الحسنة، وقد يضيف إليه صفاتٍ سيئة؛ وذلك من أجل تشويه سمعته عند الحاضرين. والحاضرون ينقلون ما يسمعونه إلى غيرهم ممن يكون بينهم وبينه ارتباط؛ وبخاصةٍ الذين يريدون التأثير على هذا الشخص إذا كان في مركزٍ قياديٍ. وبالله التوفيق.