ما الأفضل للمسافر الفطر أم الصيام وخاصة مع عدم وجود مشقة الآن؟
- الصيام
- 2022-01-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8468) من المرسل السابق، يقول: أيهما أفضل للمسافر الفطر أم الصيام، وخاصة أن السفر الذي لا مشقة فيه الآن كالسفر في الطائرة كثر، والوسائل الحديثة الأخرى بحمد لله، فهل الأفضل في حق المسافر أن يفطر أم يتم صيامه؟
الجواب:
الشريعة مشتملة على العزائم وهذا هو الأصل فيها وجاءت الرخص مستثناة من هذه العزائم إلا أن بعض المسائل لا تدخلها الرخصة كالشرك بالله -جل وعلا- وقتل النفس بغير حقٍ والزنا بالنسبة للرجل؛ لأن المرأة قد تكون مكرهة تكون مجبرةً على ذلك، لكن الرجل لا يدخل في حقه الترخص بالزنا، وكذلك المرأة لا يدخل في حقها الترخص اختياراً منها فهذه المواضع لا تدخلها الرخصة، والله -جل وعلا- شرع الرُخص من أجل الرفق بعباده وأبلغ آيةٍ جاءت في هذا الباب قوله -جل وعلا-: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}[1].
وبناءً على ذلك فإن الشخص يترخص برخص السفر يترخص برخص المرض والأخذ بالرخصة أفضل من الأخذ بالعزيمة؛ لأن المكلف حينما رُخص له أخذ بالرخصة طاعة لله -جل وعلا- ولم يقع في نفسه حرجٌ من ناحية ترك العزيمة والأخذ بالرخصة، وبعض الناس يشدد على نفسه فيأخذ بالعزيمة في السفر، يأخذ بالعزيمة في المرض مع أن الأخذ بالعزيمة شاقٌ عليه مشقة خارجة عن المعتاد، وهذا ترك الفاضل وأخذ بالمفضول، وبالله التوفيق.