Loader
منذ 3 سنوات

لديها مشكلة مع أخيها وزوجته وتشتكي إلى زميلاتها


  • فتاوى
  • 2021-07-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5844) من المرسلة السابقة، تقول: مشكلتي مع أهلي وخاصة مع أخي وزوجته -سامحهم الله- وأنا صابرة. عندما أجلس مع زميلاتي في مقر عملي أو في أي مكان، ونتجاذب أطراف الحديث، وكلٌ منا يحكي ظروفه للآخر أحكي لزميلاتي ظروفي ومشاكلي التي أقلقتني وأذرف الدمع المرير حتى إنني لا أستطيع أن أكمل الحديث فينصحوني بالصبر، هل ما أقوم به من الحديث غيبة عندما أحكي ما يحصل لي من أخي ومن زوجته سامحهم الله؟ أم عليّ أن أسكت وأن أكتم مشاكلي، علماً بأن هذا الأمر وصل حتى سبّب لي أمراضاً نفسية أثرت عليّ في عباداتي؟ فبم تنصحوني؟

الجواب:

        من الأمور المعتادة بين كثيرٍ من الناس عندما تحصل لهم مشاكل مع الغير يتحدثون عن فعل الغير معهم، أو قول الغير لهم، أو موقف الغير معهم؛ ولكنهم لا يتحدثون عما يحصل منهم. والإنصاف يقتضي أن الشخص يحاسب نفسه حساباً دقيقاً إذا كان بينه وبين أحد مشكلة، بصرف النظر عن كون المشكلة عائلية أو غير عائلية، فإذا كان بينه وبين أحد مشكلة فعليه أن يحاسب نفسه هل هو السبب من قريب أو من بعيد، بواسطة أو دون واسطة، فإذا تحقق من نفسه أنه لم يكن هو السبب في هذه المشكلة التي حصل عليه منها أذى؛ فهذا اعتداء من الغير عليه، وإذا أمكنه أن يزيل هذا الاعتداء إزالةً تشتمل على الحكمة وعلى الموعظة الحسنة من قريبٍ أو من بعيد فهذا خيرٌ، وإن لم يتمكن من ذلك فعليه أن يحتسب وأن يصبر فقد يكون هذا نوعاً من أنواع الابتلاء، فقد قال ﷺ: « عجباً لأمر المؤمن كل أمره له خير؛ إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له وليس ذلك لغير المؤمن »، والضراء والسراء تكون من قريب أو من بعيد. وقد سئل الإمام أحمد فقال له السائل: يا أبا عبد الله، كيف أسلم من الناس؟ قال: أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسيء إليهم، ولعلك تسلم. هذا هو الموقف الذي ينبغي للشخص أن يسير عليه. وبالله التوفيق.