Loader
منذ سنتين

معنى حديث: « أن ما أصابك لم يكن ليخطئك »؟


الفتوى رقم (8622) من المرسلة السابقة، تقول: ما معنى الحديث: « أن ما أصابك لم يكن ليخطئك »؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- أول ما خلق القلم فقال له: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائنٌ إلى أن تقوم الساعة، من الإيمان بالله والإيمان بالقضاء والقدر، فالأمور المقدرة تقع على حسب تقدير الله -جل وعلا- وبناءً على ذلك فإن الشخص ليست له مشيئة مستقلة عن مشيئة الله -جل وعلا- لقوله -جل وعلا-: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[1]، فمشيئة العبد تابعة لمشيئة الله، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

        ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الجواب بمناسبة هذا السؤال:

        أن بعض الناس يعتقد أن الإنسان مجبورٌ على ما يقوم به من أعمال، وهذا ليس بصحيح؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قدر وقوع هذا الأمر على حسب علمه أن هذا الشخص سيعمل هذا العمل، أن هذا الشخص سيختار الكفر، أن هذا الشخص سيختار الإيمان، وما إلى ذلك.

        فما يقع من الخلق هذا موافقٌ لقضاء الله وقدره ولكن الاختيار من ناحية الخلق وأما كتابته في اللوح المحفوظ فهذا من جهة الله وفرقٌ بين ما كان من جهة الله وما كان من جهة الخلق، وبالله التوفيق.



[1] الآية (29) من سورة التكوير.