ماذا يفعل المسلم إذا أراد أن يرضي الله في اختيار الأصحاب؟
- فتاوى
- 2021-07-19
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6138) من المرسل أ.ف. مقيم في السعودية، يقول: ماذا يفعل المسلم إذا أراد أن يرضي الله عزوجل في اختيار الأصحاب؟ هل يقول للمسيء منهم: أنا لا أريدك! أم ماذا يفعل؟
الجواب:
من طبيعة الإنسان أنه اجتماعي لا يمكن أن يعيش وحده؛ بل لابد من ارتباطه بأشخاص، والأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
والتعارف يكون على محبة الله -جلّ وعلا- ولايته، ويكون التآلف -أيضاً- على ولاية الشيطان؛ بمعنى: أن يحصل التآلف بين شخصين؛ لأنهما يسيران جميعاً في طريق الشيطان، فتحصل المودة والمحبة فيما بينهما؛ ولكنها تنقلب عداوةً فيما بعد.
والشخص عندما يريد أن يقترن بشخصٍ فإنه لا بدّ أن يعرف حقيقة هذا الشخص وبخاصةٍ من ناحية دينه ومن ناحية أمانته، والرسول ﷺ يقول: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل »، فإذا كان الشخص الذي تريد أن ترتبط به تحس أنك ستنفعه في دينه وفي دنياه بالنظر للأمور المشروعة، وأنه -أيضاً- سينفعك في دينك ودنياك، ولن يأتي منه ضررٌ عليك، ولا يأتيه ضررٌ منك عليه فإنك ترتبط به؛ أما إذا كان الشخص سيضرك فالارتباط به فإنك تبتعد عنه، فقد ضرب النبي ﷺ مثلاً للجليس الصالح والجليس السوء، فالجليس الصالح كبائع المسك، والجليس السوء كنافخ الكير، فبائع المسك إما أن يحذيك، وإما أن تجد منه رائحةً طيبةـ وإما أن تشتري منه بثمن لكن يكون هذا الثمن طيباً. ونافخ الكير رائحته كريهة، ويحرق ثيابك، هذا قرين السوء يُحطم الأعمال الصالحة التي معك ويضرك.
فعلى الإنسان أن يحرص على اختيار الجليس الصالح، ولا يختص هذا بالرجل مع الرجل؛ بل -أيضاً- بالنساء بعضهنّ مع بعض، والرجال بعضهم مع بعضٍ. وبالله التوفيق.