Loader
منذ سنتين

حكم من أخذت مولودة من المستشفى بإذن أمها وربتها حتى كبرت وتزوجت لكن لم نخبر زوجها بالحقيقة


الفتوى رقم (2186) من المرسلة ج. م. ع، من الموصل بالعراق، تقول: قبل مدةٍ تزيد على عشرين عاماً كنت راقدة في المستشفى في الموصل للولادة وخرج المولود ميتاً، وكانت إحدى النساء ترقد بجواري وقد وضعت أنثى، فتقدمت إلى سريري وأخبرتني بأن لها أربع بنات، وقالت إذا ذهبت إلى داري وأخذت معي هذه الطفلة سيكون مصيري الطلاق، والآن أنا خائفة من زوجي أن يطلقني، وطلبت مني أن آخذ هذه البنت، ولما رأتني مترددة وضعتها عندي وقالت خذيها حتى أكلم أهلي بالهاتف، ثم خرجت ولم تعد، فأخبرت الممرضة المسؤولة بذلك، فقالت خذيها بنتاً لك، فأخذتها وذهبت إلى دار زوجي وأخبرته بالحقيقة، وطلب مني أن أعيدها إلى المستشفى وأسلمها إلى المسؤولين، ولكنني رجوته أن تبقى هذه الطفلة معنا وأن نربيها، فقبل بذلك فربيناها حتى كبرت ثم زوجناها، وزوجي يصر على أن أخبر الزوج بالحقيقة، وأن أخبره بأنها ليست ابنتنا، ولكني أخشى إن أخبرته بذلك أن يطلقها، فماذا أفعل الآن؟

الجواب:

        هذه المسألة يتعلق بها أمران:

 أما الأمر الأول : من ناحية الأحكام الشرعية، من ناحية الولاية عليها في عقد النكاح، ومن ناحية المحرمية، والميراث وغير ذلك من الأمور المترتبة على النسب، وهذه الأمور لابد أن تكون البنت على علمٍ من أبيها الحقيقي، ومن أمها الحقيقية؛ لأنها إذا لم تخبر بهذه الأمور فلن تنتسب إلى أحدٍ انتساباً من الناحية النظامية، لأن زوجك ليس محرماً لها، ولا يصحّ أن تنتسب إليه مطلقاً، فلا بد من إخبار زوجها حتى تنال البنت حقوقها الشرعية والاجتماعية، والنظامية.

وأما الأمر الثاني فهو: أن قيامك وقيام زوجك من ناحية رضاعها والإنفاق عليها وكسوتها ورعايتها وتأديبها، فهذه أمور جزاؤكم عليها عند الله جل وعلا.

        المذيع: أحب أن أنبه يا شيخ لو سمحت: أنها لم تذكر الرضاع.

        الشيخ: لا، هو لا بد من الرضاع سواءً عندها  أوعند غيرها.

        المذيع: نعم؛ لكنها لم تذكر أنها أرضعتها، قد تكون أرضعتها وقد لا تكون.

        الشيخ: مسألة الرضاع أنا ذكرتها؛ لأنها أخذتها في المهد، ولا بد لها من الرضاع حتى ولو كان بشراء شيءٍ من السوق، يعني حليب من السوق، أو أرضعتها من نفسها أو استأجرت من يرضعها إلى غير ذلك، المهم أن الحليب أمر لا بد منه لها، فالمقصود أنه لا بد من أن يكون الأمر واضحاً على وجه الحقيقة، وبالله التوفيق.