الفتوى رقم (441) من المرسل السابق، يقول: هل مشاهدة برامج التلفزيون والاستماع إلى الإذاعة في البرامج غير الدينية حرام أم حلال؟

الجواب:

هذا السؤال فيه إجمال؛ لأن الحكم يتبع الشيء المسموح فإذا كان الشيء الذي يعرض محرماً، فحينها لا يجوز للإنسان أن يستمع إليه، ففيه الأغاني، وفي بعض المسلسلات، وفيه أشياء تعرض في التلفزيون ولا أحدد جهة معينة؛ لأني أعلق الحكم بما يعرض بصرف النظر عن الجهة التي تتولى عرضه؛ لأن من القواعد المقررة في الشريعة أن الحكم يدور مع علته.

فالمقصود:

- أن الشيء المعروض إذا كان يترتب عليه مصلحة محضة أو مصلحة راجحة، فإنه جائز.

- وإذا كان المعروض مفسدة محضة، أو مفسدته راجحة على مصلحته، أو تساوى فيه جانب المصلحة وجانب المفسدة؛ فإنه لا يجوز.

- أما إذا كان مفسدة محضة، أو كانت مفسدته راجحة؛ فلا إشكال في تحريمه؛ لأن الله لا يحرّم شيئاً إلا إذا كان مفسدة محضة، أو كانت مفسدته أرجح من مصلحته.

- أما إذا تساوى فيه جانب المصلحة وجانب المفسدة؛ يعني: فيه مصلحة وفيه مفسدة؛ ولكن مفسدته تساوي المصلحة التي تترتب على المشاهدة؛ فإن هذا لا يجوز؛ لأن من القواعد المقررة في الشريعة أن درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح.

وبناء على هذا الجواب: فعلى السائل أن يطبّق ما يريد أن ينظر إليه على هذه الأقسام الخمسة، فإن كان مصلحة محضة أو راجحة جاز، وإن كان مفسدة محضة، أو راجحة، أو مفسدته مساوية لمصلحته؛ فإنه لا يجوز في هذه الأحوال الثلاثة. وبالله التوفيق.