Loader
منذ 3 سنوات

كيف يتصرف الرجل مع زوجته التي لا تطيق أمه ودائماً في شجار معها


الفتوى رقم (1330) من المرسل س.م.ع، مقيم في اليمن.يقول: أنا رجلٌ متزوجٌ من امرأة، ولي منها خمسة أطفال، ولكن مع الأسف، زوجتي لا تطيق أمي، ودائماً في خلاف معها، وكذلك والدتي تبادلها نفس الشعور، وحاولت كثيراً الإصلاح، فلم أستطع، مع أنني الابن الوحيد، والمسؤول عنها، وأبي متزوجٌ من امرأةٍ أخرى لمرض أمي، وكبر سنها، فمن المفروض عليّ أن أرعاها، وأبرّ بها في مثل هذه السن، ولكن ماذا أفعل، فإنهما لا يستقران معاً في منزلٍ واحد، وقد فكرت في تطليق زوجتي من أجل إرضاء أمي، ولكن لخوفي على ضياع مستقبل الأطفال، فإنني أتردد في الإقدام على ذلك، فماذا أفعل؟

الجواب:

 الذي أنصحك به هو أنك ترعى حقوق أمك، وتقوم ببرها، والإحسان إليها، وعدم إيذائها، ولو بالكلام، لا منك ولا من زوجتك؛ لأنك لا تدري متى تفارق الحياة، ولا تدري هل تفارقها أنت قبل أمك، أو أن أمك تفارق الحياة قبلك !

وقد أمر الله بالإحسان إلى الوالدين، فقال تعالى:"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1]، فقد رعتك وأنت في حاجةٍ إليها، وهي الآن في حاجةٍ إلى رعايتك، فعليك أن تتحمل ما يأتيك منها من أذى، وينبغي ألا يصدر منك أذىً عليها، لا بالقول ولا بالفعل، وبجانب هذا ينبغي أن تسأل الله سبحانه وتعالى أن يهديها، هذا من جهة أمك.

وأما من جهة زوجتك، وأولادك، فأنا أنصحك أيضاً بالإبقاء على زوجتك، وعلى أولادك؛ لإنك إن طلقت زوجتك فلابد أن تتزوج، وإن تزوجت فلا تدري هل تلتئم الزوجة الثانية مع أمك ومع أولادك، أو لا تلتئم، فزوجتك موافقةٌ لك، وموافقةٌ لأولادك، وغاية ما في الأمر أنه يحصل بينها وبين أمك شيء من الاختلاف في وجهات النظر في بعض الأمور، فعليك أن تنصحها بأن تتحمل ما يصدر من أمك، وأن تكرمها أيضاً بما تراه مناسباً، مما يجعلها تكرم أمك من جهة، وتتحمل ما يأتيها من أذى من جهةٍ أخرى، وذلك من أجل المحافظةِ على بقاء الأسرة بكاملها، وعدم حصول تفككها؛ لإنك لو طلقت المرأة، هي ستتزوج، وأولادك سيذهبون عنك؛ لإنهم قد لا يلتئمون مع زوجتك الأخرى، وسيذهبون عن أمهم؛ لإنهم لن يلتئموا مع الزوج الذي تأخذه، وبهذا يتشردون.

فالحاصل من هذا الجواب كله، هو أنني أنصحك ببقائك على ما أنت عليه، ولكن ينبغي أن ترعى حقوق أمك بقدر ما تستطيع، وأن توصي زوجتك برعاية حقوق أمك، وأن تكرم زوجتك لعلها تضاعف جهودها في إكرام أمك، لما يترتب على ذلك من المصالح، ولما يحصل منه من انتفاء المفاسد والله ولي التوفيق.



[1] الآيتان (23، 24) من سورة الإسراء.