حديث « عُرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أرَ ذنباً أعظم من سورةٍ من القرآن أو آية أوتيها رجلٌ ثم نسيها » هل هذا صحيح؟ وما المراد بقوله -تعالى-: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي .....}
- شرح الأحاديث
- 2022-02-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10227) من المرسلة ب. ح من الجزائر، تقول: قرأت حديثاً عن الرسول ﷺ قال فيه: « عُرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أرَ ذنباً أعظم من سورةٍ من القرآن أو آية أوتيها رجلٌ ثم نسيها » هل هذا صحيح أم ضعيف؟ وما المراد بقوله -تعالى-: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[1] هل المراد به من ترك قراءة القرآن أم ترك العمل؟
الجواب:
القرآن يشتمل على ما يزيد عن ثلاثمائة ألف حرف. والرسول ﷺ قال: « من قرأ القرآن فله في كل حرفٍ حسنة والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: ألم حرف؛ ولكن ألف حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف ».
ويقال لقارئ القرآن الذي كان يقرؤه في الدنيا: « اقرأ وارق »؛ فكلما قرأ آية من القرآن صعد درجة، فمنزلته عند آخر آيةٍ يقرؤها.
ولا شك أن التعبد بالقرآن يكون بتلاوته، ويكون بفهم معناه، ويكون بالعمل به؛ ففيه تعبدٌ بالقراءة، وتعبد بالفهم، وتعبد بالعمل به. والعمل به قد يكون قاصراً على الشخص، وقد يكون متعدياً؛ فيعمل به في مجال القضاء، وفي مجال الدعوة إلى الله، وفي مجال الحسبة، وفي مجال الإفتاء، وفي مجال تعامله مع الناس؛ بمعنى: إنه يعمل به في حقوق الله، وحقوق العباد؛ وكذلك يعمل به فيما يتعلق بحق نفسه؛ ولهذا جاء في الحديث: « كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ». لماذا؟ لأنه يقرأ قوله -تعالى-: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}[2] ويزني!، ويقرأ قوله -تعالى-: {أَقِمِ الصَّلَاةَ}[3] ولا يصلي، ويقرأ قوله -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[4] ولا يصوم رمضان، ويقرأ قوله -تعالى-: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}[5] ولا يحج، وهكذا؛ بمعنى: إنه يقرؤه ولكنه لا يعمل به. فعلى العبد أن يتقي الله -جل وعلا-.
وإذا استطاع أن يجمع بين قراءته وبين فهمه وإن تيسر له أن يحفظه عن ظهر قلبٍ فلا شك أن هذا أكثر أجراً؛ لأنه تيسر له من ناحية كثرة قراءته فقد يتيسر للإنسان الذي يقرؤه عن ظهر قلبٍ أن يكثر القراءة؛ بخلاف الشخص الذي لا يقرؤه إلا من المصحف. وهكذا بالنظر إلى علاقة الإنسان بالقرآن. وبالله التوفيق.