معنى الحديث: « تعس عبد الدينار... إلى آخر الحديث
- شرح الأحاديث
- 2021-08-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7469) من المرسل السابق، يقول: أرجو أن تفسروا لي معنى الحديث التالي عن النبي ﷺ أنه قال: « تعس عبد الدينار... »[1] إلى آخر الحديث.
الجواب:
الله سبحانه وتعالى شرع أسباباً توصل إلى رضاه، وشرع أسباباً منبهاً على أنه لا يجوز للإنسان الدخول فيها؛ لأن هذه الأسباب توجب غضبه -جل وعلا-، فأسباب غضبه في ترك الواجبات وفي فعل المحرمات، وأسباب رضاه في فعل الواجبات وترك المحرمات، والإنسان قد يغلب عليه جانب الدِّين فيكون عبداً لله -جل وعلا- في قلبه وفي لسانه وفي سائر جوارحه، ويكون محققاً لقوله -تعالى-:"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"[2]، ومن الناس من تكون الدنيا أكبر همه فيغلب جانبها على جانب دينه، وقد يتخذ دينه وسيلةُ إلى حصول دنياه، ففي أي سببٍ وجد كسبُ الدينار فإنه يرتكب هذا السبب؛ سواءٌ كان هذا السبب مشروعاً أو غير مشروع. وإذا نظرنا إلى واقعنا الآن وجدنا كثيراً من الناس ينطبق عليهم هذا الحديث: الأشخاص الذين يتعاملون بالربا، ويتعمدون ذلك هم داخلون في هذا لأنهم عبّاد للدينار وليسوا عبّاداً لله في هذه الناحية، لأنهم لو كانوا عبّاداً لله في هذا التعامل لتركوا هذا التعامل بالربا وتعاملوا التعامل المشروع؛ وهكذا الإنسان الذي يأخذ الرشوة هو داخل في هذا الباب؛ لأنه عبدٌ للمال؛ يعني: كل شخصٍ أخذ المال بغير سببٍ شرعيٍ، ويكون عالماً بذلك ومتعمداً هو داخلٌ في هذا الحديث، وهذا الحديث في دعوة من الرسول ﷺ لأنه يقول: « تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ».
فالمقصود أن فيه تنبيهاً على أنه لا يجوز للإنسان أن يسلك الأسباب التي تؤدي إلى كسبٍ حرامٍ. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله (4/34)، رقم(2886).