الفتوى رقم (12452) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما حكم ما يُطرح ويقع في بعض المجالس من طرح لبعض المواضيع العلمية والمسائل الفقهية، هل يعتبر هذا من باب الفتوى والتجرؤ على الفتيا أو من باب المراوحة العلمية؟ وجّهونا في ذلك.

الجواب:

من المعلوم أن من قواعد هذه الشريعة الأمور بمقاصدها. والشخص عندما يتكلم يكون قد قصد شيئاً بكلامه؛ هذا من جهة الأصل. أما من جهة الشخص عندما يُريد أن يتكلم في أمر علمي الله -سبحانه وتعالى- يقول لنبيه ﷺ : {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[1]، ويقول -جل وعلا-: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[2].

فلا يجوز للشخص أن يتكلم في أمرٍ علمي لا يحكمه؛ هذا من جانب الفتوى.

أما بالنظر لمسألة البحث العلمي فكل شخص له قدرة وله مكانة علمية، ومن العقل أن الشخص لا يدخل نفسه إلا في أمر يُحسن المضي فيه من جهة، والخروج منه من جهة أخرى، وإحكامه من جهة ثالثة. ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه. وبالله التوفيق.