Loader
منذ سنتين

حكم غيبة الفاسق والكافر


الفتوى رقم (3612) من المرسل ع. م. ع من البحرين، يقول: إذا اغتبت رجلاً فاسقاً أو كافراً، هل عليّ إثم؟ ويدخل هذا في معنى الآية الكريمة "أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ"[1]؟

الجواب:

 ينبغي أن يعرف الفرق بين البهتان، وبين الغيبة، وبين النميمة.

فالنميمة: أن يتكلم شخصٌ في شخصٍ بمجلسٍ من المجالس، ويقوم شخصٌ من المستمعين لهذا الكلام وينقل كلام هذا المتكلم إلى من تُكُلم به في هذا الكلام. فإذا فرضنا أن زيداً تكلم بحق عمرٍ، فيأتي محمد وينقل كلام زيدٍ الذي قاله في عمر، يقول: إن فلاناً قال فيك: كذا وكذا، فينقل الكلام، فهذا يحدث العداوة والبغضاء بين الناس.

وأما الغيبة: فهي ذكرك أخاك بما يكره، يعني: إذا جلست في مجلسٍ من المجالس تكون منجنيقاً، وتكون ميزان قسطٍ للناس؛ بمعنى: إنك تضع نفسك كاملاً معصوماً، وبعد ذلك تتكلم في فلانٍ وفلان، وتذكرهم بما يكرهون، هذا إذا كان الشيء فيهم.

أما إذا لم يكن ما تقوله فيهم، فهذا يكون من البهتان.

ومما ينبغي أن يتنبّه له الشخص هو تعويده لنفسه، فإن التعويد له آثاره السيئة أو الحسنة، فمن عوّد لسانه ذكر الله، والاستغفار، والحمد؛ وعوّد لسانه قراءة القرآن واستمر على ذلك. أما إذا عوّد لسانه الكلام البذيء من الغيبة، والنميمة، والبهتان، والكذب، صارت هذه صفة من صفاته، ويصعب عليه أن يتخلص منها.

فواجبٌ على الإنسان أن يتنبّه لنفسه واللسان متحرك؛ لكن كونك تحرّكه في مرضاة الله -جلّ وعلا- لا شك أنه ليس كمن يحركه في معصية الله -جلّ وعلا-. فأنت إذا اشتغلت بالنميمة والغيبة والبهتان، فقد حركّت لسانك في معصية الله -جلّ وعلا-. وإذا حرّكته في الذكر، وفي قراءة القرآن، فقد حرّكته في طاعة الله، وليس بين الحركتين إلا شيء بسيط جداً، وهو أنك تميل بلسانك إلى الخير، أو تميله عن الخير، فالله جعل عندك إرادة، تصرف لسانك بهذه الإرادة إلى الخير، أو تصرف لسانك بهذه الإرادة إلى الشر. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (12) من سورة الحجرات.