ذكر الأعمال الصالحة التي يقوم بها الفرد التي يعتبر رياء يبطل العمل
- فتاوى
- 2021-07-19
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6136) من المرسلة السابقة، تقول: هل ذكر الأعمال الصالحة التي يقوم بها الفرد يعتبر رياء يُبطل العمل؟
الجواب:
الشيطان له مداخل على ابن آدم، ومداخله كثيرة منها: مداخله عليه من أجل أن يجعله كافراً كفراً أكبر، أو شركاً أكبر، أو نفاقاً أكبر؛ يعني: يجعله خارجاً عن الإسلام، إما من حيث الأصل، أو من جهة نقله عن الإسلام. وإذا ما استطاع هذا المدخل فإنه يدخل عليه مع الشرك الأصغر. وإذا ما استطاع فإنه يدخل عليه منع كبائر الذنوب من الزنا والسرقة واللواط وشرب الخمر وغير ذلك من الأمور المحرمة. إذا ما استطاع ذلك فإنه يدخل عليه من ناحية الإصرار على المعاصي وعدم التوبة. وإذا ما استطاع هذه الطرق فإنه يدخل عليه من جهة تعويقه عن فعل الطاعات، الطاعات التي هي على سبيل النفل فيعوقه عن فعلها؛ سواءً كان ذلك في بيته، أو كان ذلك في المسجد، فإذا جاء المسجد وأراد الشخص أن يتطوع يوقع في نفس هذا الشخص أن صلاته هذه رياء وسمعة وبعد ذلك يعدل عنها. فالمقصود أنه لا يلتفت إلى تعويقه.
ومن مداخله أنه يدخل على الإنسان من جهة حمله على ارتكاب الأمور المتشابهة من الكسب، والرسول ﷺ يقول: « دع ما يريبك إلى مالا يريبك »، فلا يكون عند هذا الشخص ورعٌ من جهة ما يلابسه من الأمور المشتبه. وله مدخلٌ آخر وهو مدخل إغراقه للإنسان في الشهوات، فلا يكون عند الشخص زهدٌ في هذه الدُنيا.
هذه جملة من مداخل الشيطان وذكرتها مزيد الفائدة بمناسبة أن ما ذكرته هذه السائلة هو مدخلٌ من مداخل الشيطان على ابن آدم، ولهذا لا يجوز للإنسان أن يلتفت إلى مداخل الشيطان؛ بل يجب عليه أن يتنبه لها، وأن يكثر الاستعادة بالله من الشيطان الرجيم فإن الله -تعالى- قال: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)"[1]، فالخناس هو الشيطان، فإذا أكثر الإنسان من ذكر الله والاستعاذة به من الشيطان الرجيم فإنه يخنس؛ بمعنى: إنه يبتعد، وإذا حصلت غفلةٌ من الشخص فإنه يقرب منه ويُكثر من الوساوس. وبالله التوفيق.