Loader
منذ سنتين

شرح حديث: « ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاهٍ »


الفتوى رقم (8857) من المرسلة س، من جدة، تقول: أرجو شرح هذا الحديث: « ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاهٍ ».

الجواب:

        من آداب الدعاء: إحسان العبد ظنه بالله -جل وعلا-، فقد قال -جل وعلا- في الحديث القدسي: « أنا عند ظن عبدي بي » فإذا دعا العبد وأحسن ظنه بالله من ناحية إجابة الدعاء، سواءٌ كان هذا الدعاء من أجل جلب نفع أو من أجل دفع ضر أو كان الدعاء دعاء عبادة؛ لأن الدعاء قسمان:

        القسم الأول: دعاء عبادة، مثل ما تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، هذا دعاء عبادة.

        القسم الثاني: دعاء مسألة، عندما تقول: اللهم ارزقني، اللهم اغفر لي وما إلى ذلك؛ يعني: كل شيءٍ تدعوه وتريد منه جلب نفعٍ أو دفع ضرٍ.

        فإذا دعا الإنسان فإنه يحسن الظن من ناحية أن الله سيجيب دعاءه، هذا بالنظر للأدب الأول.

        الأدب الثاني وهو مهمٌ جداً: النظر فيما يصرفه الإنسان على نفسه، فإن طيب المطعم سبب من أسباب قبول الدعاء، ولهذا الرسول ﷺ لما قال له رجل: أدعو الله أن أكون مستجاب الدعوة، قال له: « أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ».

        ومن جهةٍ ثالثة من الآداب: أن الشخص عندما يدعو، يدعو بقلبٍ حاضرٍ، ولا يدعو وهو غافلٌ، يعني يكون مجرد حركة لسان بدون تواطؤ القلب مع اللسان، فذكر الغافل هنا، أنه لا يتواطأ قلبه مع لسانه، والمطلوب أن يكون مستحضراً في قلبه، فيتواطأ قلبه ولسانه، وبالله التوفيق.