ما المقصود بالفقه المقارن؟
- التعارض والترجيح
- 2022-02-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10812) من المرسل السابق، يقول: ما المقصود بالفقه المقارن. أسمع به ولا أعرف معناه؟
الجواب:
الفقه المقارن قد يكون باعتبار مذهبٍ واحدٍ، ومعنى ذلك أن الشخص إذا أراد أن يبحث في هذا النوع فإنه يجمع أقوال علماء المذهب في المسألة الواحدة، وينظر في هذه الأقوال هل الاختلاف فيها خلاف لفظي أو خلاف معنوي؟ فإذا كان الخلاف لفظياً؛ بمعنى: إنه يمكن الجمع بين الأقوال فإنه يستريح ولا يدخل في الاستمرار في الأدلة وما إلى ذلك.
وإذا كان الخلاف إذا قارن بين الأقوال معنوياً فإنه يجمع أدلة كل قولٍ؛ سواءٌ كانت من جهة الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، أو القياس، أو العقل، أو غير ذلك من الأدلة. وينظر في وجه استدلالهم بكل دليلٍ ينظر وجه الاستدلال بكل دليلٍ من أدلتهم، وإذا انتهى من هذه المرحلة إذا كانت هناك معارضات من أحدٍ من أصحاب أي قولٍ من الأقوال على دليلٍ من أدلة مقابله؛ فإن هذا الاعتراض يؤتى به على سبيل الأمانة، ثم بعد ذلك إذا كان يمكن الإجابة عنه بأمانة؛ وهكذا في مسألة الاعتراضات والأجوبة عنها. فإذا انتهت هذه المرحلة يعمل مقارنةً بين هذه الأدلة من جهة ِ أعيانها؛ وكذلك من جهةِ قوتها، وكذلك من جهة وجه الدلالة منها، وكذلك من جهة ما ورد عليها من اعتراضات وما أجيب عنها، ثم بعد هذه المرحلة ينظر يعمل موازنة بينها، وينظر ما هو القول الذي يترجح له بحسب الصناعة الأصولية.
ولابد إذا أراد أن يستكمل الخلاف هنا، ولا بد أن يحرر أسباب الخلاف التي بين العلماء. وإذا أراد أن يكمل فإنه ينظر إلى الآثار المترتبة على هذا الخلاف. هذه هي المراحل التي يسلكها الشخص في الفقه المقارن داخل المذهب.
أما الفقه المقارن على مستوى المذاهب الأخرى فهو نفس المنهج إلا أن الجمع يكون أوسع؛ بمعنى: إنه ينظر في كل مذهبٍ، ويحرر القول المعتمد في هذا المذهب وأدلته إلى آخره؛ هذا هو الفقه المقارن على مستوى المذهب الواحد، والفقه المقارن على مستوى المذاهب الأخرى.
والمقصود بالمذاهب الأخرى هي مذاهب الأئمة الأربعة؛ ولكن هذه الصناعة أو هذا العمل لابد أن يكون من شخصٍ متمكنٍ من العلم من جهة أنه يرد وجه الدلالة من كل دليلٍ إلى قاعدة الإمام، أو إلى قاعدة القائد الذي قال بهذا القول؛ سواءٌ كان هذا القول مجتهداً مطلقاً، أو كان مجتهداً في المذهب.
فالمقصود أنه لا يدخل في علم الخلاف إلا من هو متمكنٌ التمكن الذي يؤهله لسلوك هذا الطريق سلوكاً حسناً من جهة، وسلامة النتائج من جهةٍ أخرى. وبالله التوفيق.