ما هو الحسد؟ نرجو توضيح المقصود به وتوجيه النصح لعموم المسلمين بخطر هذا الحسد
- فتاوى
- 2021-07-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6261) من المرسلة السابقة: ما هو الحسد؟ نرجو توضيح المقصود به وتوجيه النصح لعموم المسلمين بخطر هذا الحسد.
الجواب:
الحسد مرض من أمراض النفوس. والحسد له أحوال:
الحالة الأولى: أن الشخص إذا رأى شخصاً في نعمة أحب أن تزول هذه النعمة وأن توضع فيه، فرأى شخصاً غنياً أحب أن يزول هذا الغنى عن هذا الرجل، وأن يكون الحاسد هو الغني؛ يعني: محبة زوال نعمة الغير وانتقالها إلى الحاسد تنتقل من المحسود إلى الحاسد؛ هذا أقبح أنواع الحسد.
الحالة الثانية: ومن الحسد -أيضاً- أن الشخص يحب زوال النعمة عن الغير: نعمة المال، أو نعمة العلم، أو نعمة البدن، أو نعمة الجاه، أو غير ذلك من النعم التي أنعم الله بها عليه يحب أن تزول عنه، ولا يُريد أن يكون متصفاً بها؛ يعني: الحاسد لا يُريد أن تنتقل إليه كما في النوع الأول؛ هذا -أيضاً- لا يجوز.
الحالة الثالثة: قد يرى شخص شخصاً في نعمة مال أو علم أو جاه أو صحة أو غير ذلك من وجوه النعم، ويدعو ربه أن يرزقه مثل ما رزق فلاناً من هذه النعمة؛ فهذا يُسمى غبطة ولا يُسمى حسداً.
وقد جاء الأمر بالتعوذ منه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)"[1].
فعلى الإنسان أن يستعمل الأوراد أول النهار وآخره، وأن يكثر من ذكر الله، وأن يكثر من الاستعاذة بالله من شر شياطين الإنس وشياطين الجن؛ لأن الحاسد من شياطين الإنس.
وعلى الشخص الذي يوجد عنده هذا المرض عليه أن يسأل ربه أن يزيله عنه. وعليه -أيضًا- إذا رأى أحدًا في نعمة أن يبادر بذكر الله -جلّ وعلا-، وأن يقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله. وأن يدعو لصاحب هذه النعمة. وبالله التوفيق.