كيف يحقق المسلم رضى ربه -جلّ وعلا- مع عدم إغضاب الناس وكسب الآخرين؟
- فتاوى
- 2021-07-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6285) من المرسل السابق، يقول: كيف يحقق المسلم رضى ربه -جلّ وعلا- مع عدم إغضاب الناس وكسب الآخرين؟
الجواب:
من وصايا الرسول ﷺ لعبدالله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: « احفظ الله يحفظ، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ».
ومن كان سعيه في رضى الله، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن كان سعيه في سخط الله -جلّ وعلا- وإرضاء الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
فلا يجوز للإنسان أن يقدم رضى الناس على رضى الله؛ لأن هذا سيعود عليه ضرره في الدنيا وفي الآخرة ضرر في نفسه في ولده في ماله في غير ذلك من الوجوه التي لا يعلمها إلا الله -جلّ وعلا-.
وإذا جعل رضى الناس تابع لرضى الله -جلّ وعلا- حصل له الأجر الكبير من الله -جلّ وعلا- وحصل له خير من الله في الدنيا وفي الآخرة خيرٌ في نفسه وفي ماله وفي ولده وسائر وجوه حياته كما سبق ذكره في أول الحديث: « احفظ الله يحفظك »؛ فإن قوله ﷺ: « احفظ الله » هذا من جهة أداء حقوق الله من جهة العبد؛ يعني: إن العبد يؤدي الحقوق التي شرعها الله عليه؛ سواء كانت مما يخص الله -جلّ وعلا-، أو كانت متعلقة بنفس الشخص، فيحفظ الله في الإيمان به وتوحيده، ويحفظ الله -جلّ وعلا- في نفسه هو، ويحفظ الله -جلّ وعلا- في امتثال أوامره واجتناب نواهيه في سائر ما يتعلق به.
وقوله: «يحفظك» هذا هو الجزاء المترتب على حفظ العبد لله -جلّ وعلا-، وحفظ الله يكون عامًا ويكون خاصًا؛ فالحفظ العام جميع الخلق داخلون في حفظه العام؛ أما الحفظ الخاص فهذا يكون في عناية الله -جلّ وعلا- بالعبد في نفسه خاصة؛ وكذلك حفظ العبد لله يكون حفظ عامًا وهو امتثال الأوامر واجتناب النواهي عاماً. والحفظ الخاص يكون في مراقبته لله -جلّ وعلا- في سره وفي علانيته. وبالله التوفيق.