حكم رفض الصلح مع الجار تجنباً للمشاكل في المستقبل
- الصلح
- 2021-12-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4679) من المرسل ح. ع مصري مقيم في الطائف، يقول: لي صديق قريب وجار لي في نفس الوقت، حدث بيننا خلاف منذ سبع سنوات مضت، وتخاصمنا حتى السلام لم نلقه على بعضنا وكذلك العوائل، وفي هذه الفترة تدخل بيننا الناس حتى يتم الصلح، وأنا رفضت خوفاً من المشاكل؛ لأن عدم الكلام معه يبعدني عن المشاكل، ماذا يجب عليّ في ذلك؟ وهل علي كفارة؟
الجواب:
السائل لم يذكر في سؤاله عين المشكلة التي حصلت بينه وبين صديقه وترتب عليها القطيعة فيما بينهما هذه المدة، فلو أنه ذكرها لكان ذكرها من أسباب سهولة الإجابة على هذا السؤال عيناً.
ولكن أنبه على أن الخلاف الذي يحصل بين شخصين بصرف النظر عن العلاقة فيما بينهما، فقد تكون العلاقة بين الأبوة أو الأخوة، أو الزوجية أو أي علاقة من علاقات القرابة، وقد تكون العلاقة الجوار فيما بينهما، وقد تكون العلاقة الصحبة في العمل،قد تكون العلاقة فيما بينهما علاقة تجارية،وما إلى ذلك من العلاقات الأخرى.
فإذا حصل سببٌ من شخصٍ على شخصٍ ينُظر إلى هذا السبب، فإذا كان هذا السبب الموجب، أو الذي يراد أن يرتب عليه القطيعة:
إذا كان حقاً من حقوق الله جلّ وعلا، بمعنى أن الشخص الذي تريد أن تقاطعه قد ارتكب معصية من المعاصي، وعملك هذا هو هجرٌ له في ذات الله جلّ وعلا، فإنك تهجره حتى يتوب من هذه المعصية، ويتبين لك.
أما إذا كان من أجل حظ نفس الإنسان، بمعنى أنه لا يكون من الناحية الدينية وإنما يكون من الناحية الشخصية، فالمشاكل التي تكون من هذا النوع يمكن التغلب عليها وذلك بتحديد عين المشكلة من جهة، والتغاضي من كل واحد من الطرفين فيما يخصه حتى يصلا إلى الوئام فيما بينهما، والرسول صلوات الله وسلامه عليه سأله رجلٌ فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي، قال: « إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم الملّ ».
ومعنى هذا: أن الشخص إذا وجد من الشخص المقابل له شيئاً من التصلب فإنه يليّن هو، وذلك من أجل أن يحوز الأجر والخير من عند الله جلّ وعلا، وأن يكون سابقاً للخير ويسلم أيضاً، فالإمام أحمد سأله رجل فقال: يا أبا عبد الله كيف أسلم من الناس؟ قال أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسئ إليهم، ولعلك تسلم. وبالله التوفيق.