حكم حضور الأفراح مع وجود مخالفات فيها
- النكاح والنفقات
- 2021-12-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4462) من المرسلة السابقة، تقول: لا أحب أن أحضر الأفراح؛ لأني ألاحظ أن أهل الأفراح يخطئون أحيانا إلا أن أهل زوجي كثيراً ما يجبروني على ذلك أو يتصلون بأهلي ويخبرونهم، فأحضر مجاملة، بم توجهوني؟
الجواب:
الاجتماعات التي تحصل تختلف أهدافها، تختلف المقاصد منها، وتختلف من جهة ما يقع فيها، وتختلف من جهة مواقف الأشخاص الذين يحضرون هذه الاجتماعات.
فعلى سبيل المثال اجتماعات الأفراح؛ منها ما يحصل فيه أمور منكرة من الأغاني، ومن ضرب الطبول، إلى غير ذلك من الأمور المحرمة، ويكون فيه أناس يرغبون هذه الأمور، ويرضون بها ويطلبون من إكثارها إلى درجة أنهم قد يحييون جميع الليل وينامون عن صلاة الفجر. والشخص الذي يحضر مثل هذه الاجتماعات إذا كان حضوره من أجل أن يلقي كلمة للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبيان الأمور المشروعة في مثل هذا الاجتماع والأُمور الممنوعة، فهذا حضوره طيب.
وإذا كان حضوره من أجل الرغبة في هذا الاجتماع للمشاركة واستماع ما حرم الله، والنظر إلى ما حرم الله، فالله -جل وعلا- يقول: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[1]، ولا شك أن الخوض في آيات الله يختلف باختلاف الموضوعات.
فالذي يحصل من منكرات في هذه الاجتماعات من الخوض؛ لأن هذا معارض لكتاب الله ولسنة رسوله ﷺ، فهؤلاء يخوضون في آيات الله من جهة مخالفتها، ولا يقبلون النصيحة التي توجهه لهم.
وبالنسبة لهذه السائلة، فلا ينبغي أن تحضر مثل هذه الاجتماعات، وما ذكرته من أنها تحضر من أجل إرضاء زوجها، أو من أجل إرضاء أهل الحفل، يعني المعنين بهذا الحفل، فالرسول ﷺ يقول: « من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ».
فلا يجوز للإنسان أن يقدم على الموافقة على فعل محرم من أجل أن يرضى عنه فلان وعلان فرضى الله -جل وعلا- مقدم على رضا الناس، والرسول ﷺ يقول: « من ترك شيئاً لله عوضه الله -جل وعلا- خيراً منه ».
فهذه المرأة عندما تترك حضور هذه المجتمعات التي تفعل فيها المنكرات من أجل إرضاء الله -جل وعلا- فإن الله -سبحانه وتعالى- يعوضها بالأجر، وقد يعوضها بما هو أكثر من ذلك من ناحية النية والذرية. وبالله التوفيق.