الكتب الدينية التي ينصح بها
- فتاوى
- 2021-07-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6003) من المرسل ي.ن جدة، يقول: ما الكتب الدينية التي تنصحونا بها؟
الجواب:
الكتب الدينية كثيرة، وهذا البرنامج لا يتسع لذكر كلّ ما يمكن أن يحتاج إليه طالب العلم؛ ولكن بإمكان الشخص أن تكون له عناية خاصة بقراءة القرآن وإتقان قراءته لفظاً، والعناية بحفظه عن ظهر قلبٍ؛ وكذلك العناية بكلّ ما يتعلق بالقرآن من أسباب النزول، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، ومعرفة المشكل من القرآن، ومعرفة تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بآثار الصحابة وآثار التابعين، وتفسير القرآن بحسب ما يقتضيه الوجه اللغوي في الأمور التي تفسّر تفسيراً لغوياً؛ وكذلك العناية بما يتعلق بالقرآن من جهة الأحكام فيشغل نفسه بهذه الأمور المتعلقة بالقرآن. وفيه علومٌ أخرى يمكن للشخص أن يرجع إلى كتب علوم القرآن؛ مثل: كتاب الإتقان للسيوطي، وكتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي، وغير ذلك من كتب علوم القرآن. ومن أحسن التفاسير التي ينبغي للشخص الرجوع إليها تفسير ابن جرير الطبري، وتفسير ابن كثير، وتفسير البغوي، وتفسير القرطبي؛ وكذلك كتاب أضواء البيان في تفسير القرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ‘، وكذلك الكتب التي كتبت في أسباب النزول؛ وكذلك كتاب الناسخ والمنسوخ لابن النحاس فإنه اشتمل على بيان الآيات الناسخة والآيات المنسوخة وحقق ذلك على وجوهٍ مفصلة.
ويعتني -أيضاً- بالسنة وبخاصةٍ أحاديث الأحكام؛ وكذلك يعتني بمعرفة أسباب ورود الحديث، وكذلك الأحاديث المنسوخة. وفيه كتاب اسمه اعتبار الناسخ والمنسوخ من الآثار. ويعتني -أيضاً- بمعرفة مشكل الحديث من جهة الأسانيد، ومن جهة الرجال، ومن جهة متن الحديث، فإن العلماء عنوا بذلك قديماً، ففيه تأويل مشكل الآثار، وفيه تأويل مختلف الحديث. فيه كتب في هذا الموضوع بإمكان الشخص أن يرجع إليها. ويعتني -أيضاً- بالأحاديث لمعرفة درجتها وذلك عن طريق علوم الحديث، ومن أحسن ما كتب في هذا فيما أعلم الآن ألفية العراقي في علوم الحديث، بإمكان الشخص أن يرجع إليها وإلى شروحها، وفيه نُخبة الفكر لابن حجر العسقلاني؛ المقصود أنه يرجع إلى كتب علوم الحديث.
كما يرجع -أيضاً- إلى شروح كتب الحديث، وإذا أضاف إلى ذلك قراءة صحيح البخاري قراءةً عامة، وصحيح مسلم، وكتب السنن والمسانيد وغير ذلك إذا كان عنده متسع من الوقت فلا شك أن هذا خير.
وكذلك من جهة اللغة العربية تكون له عناية فيها؛ مثل: كتاب الآجرومية، ومتن القطر، وألفية ابن مالك، وأوضح المسالك، وغير ذلك من كتب اللغة يقرؤها قراءةً تدريجية؛ وكذلك علوم البلاغة؛ لأن علم اللغة بجميع وجوهه معينٌ على فهم القرآن وعلى فهم السنة؛ لأن القرآن نزل بلغة العرب والرسول ﷺ عربي، فعلم اللغة من جهة المفردات وضعاً واستعمالاً حقيقةً ومجازاً وتصريفاً واشتقاقاً هذه كلها تعين على فهم المفردات. وعلم النحو وعلم البلاغة يعينان على فهم المفردات بعد تركيبها؛ يعني: يكون هذا من وظيفة معرفة معاني الجمل بعد التركيب.
وبعد ذلك الفقه فإن الفقه مأخوذٌ من القرآن ومن السنة، أخذه العلماء السابقون وخدموا من بعدهم؛ ولكن مما يؤسف له أنه يوجد بعض الأشخاص يعيبون على كتب الفقه، وهؤلاء في الحقيقة هم جهلة؛ لأن العلماء الذين سبقوا بذلوا جهدهم واجتهدوا، أصلّوا أصولاً؛ كالأئمة الأربعة أصّلوا أصولاً، وفهموا من أدلة القرآن ومن أدلة السنة فروعاً في العقائد، وفروعاً في الفقه بناءً على تأصيلهم. وهذه الثروة الفقهية لا يستهان بها، فمتون الفقه مشتملةٌ على المسائل، وشروح هذه المتون؛ سواءٌ كانت في مذهب معين، أو على مستوى المذاهب عموماً، هذه الشروح هي مشتملةٌ على بيان مدارك هذه المسائل، يعني الأصول التي ترجع إليها هذه المسائل، فقد يُرجعون المسألة إلى دليلٍ خاص، أو إلى دليلٍ عام، وإلى تقعيدٍ شرعي: تقعيدٍ أصولي، أو تقعيدٍ فقهي، أو تقعيدٍ من قواعد المقاصد، أو يرجعون هذه المسألة إلى قياسٍ أصولي؛ وكلّ هذا موجودٌ في كتب شروح متون الفقه؛ غاية ما في الأمر أن الشخص يقرأ في هذه الكتب قراءة تدريجية.
وكذلك تكون له عناية خاصة في علم العقائد، ومن أخصر الكتب التي كتبت في هذا العقيدة الواسطية، وكتاب الحموية، وكتاب التدمرية؛ كذلك ما يتعلق بعلم التوحيد. ومن أحسن الكتب التي كتبت في هذا كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ‘ فهذا من أحسن وأوفى ما كتب في هذا الباب؛ لأنه ‘ سلك فيه مسلكاً بيّن فيه أموراً لها علاقةٌ في التوحيد، فبيّن ما يتعلق بالتوحيد من جهة أصله، وبيّن -أيضاً- ما يتعلق بالتوحيد من جهة كماله وكمال ثوابه، وبيّن ما يضاد أصل التوحيد وما يُضاد كمال أصله، وما يضاد كمال ثوابه، كل هذه الأمور موجودةٌ في كتاب التوحيد، ومن أوسع شروحه تيسير العزيز الحميد، وفيه كتبٌ أخرى لا يتسع هذا البرنامج لذكرها؛ ولكن بإمكان طالب العلم أن يزور المكتبات المتخصصة التي لها عنايةٌ في الكتب الإسلامية مثل المكاتب الموجودة في المدينة: مكتبة الحرم المدني، ومكتبة الحرم المكي؛ وكذلك المكتبات التي تعنى بالكتب الإسلامية، ويطلع على فهارسها، وبإمكانه أن يستشير القائم على هذه المكتبة حينما يُشكل عليه. وبالله التوفيق.