Loader
منذ سنتين

إذا عاهد الانسان ربه أن يصوم يوماً ويفطر يوماً شكراً على هداية الله له، ووافق يوم الصيام يوم الجمعة


  • الصيام
  • 2021-12-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2976) من المرسلة م.م من الصومال، تقول: كنت غير محافظة على أمور الدِّين بسبب جهلي، ولما هداني الله وعدت أن أصوم يوماً، وأفطر يوماً تطوعاً، ما دمت شابة قبل الزواج. فهل هذا العمل يجوز؟ وسمعت من بعض الناس أنه لا يجوز صيام يوم الجمعة إلا بعده يوم أو قبله يوم، فهل لي أن أصوم يوم الجمعة إذا صادف أني لم أصم اليوم الذي قبله؟

الجواب:

 الشخص قد يمر عليه في فترةٍ من فترات حياته تفريطٌ، وهذا التفريط قد يكون من جهة ترك الواجبات، وقد يكون من جهة فعل المحرمات، وقد يسرف على نفسه في ترك الواجبات، أو فعل المحرمات. وقد يجمع بين الأمرين؛ يعني: إنه يسرف في ترك الواجبات، وفي فعل المحرمات معاً.

والشخص يجب عليه أن يتفقد نفسه دائماً، وأن ينظر في مواطن التقصير التي حصلت منه، وأن يستغفر الله ويتوب إليه، فإن الله تعالى يقول: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]، والسائلة تحمد ربها على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليها. وهي قد ذكرت أن الله -سبحانه وتعالى- هداها من هذا التفريط الذي حصل منها. فتشكر الله -جلّ وعلا- على هذه النعمة.

وأما أنها نوت أنها تصوم يوماً وتفطر يوماً، فهذا عملٌ طيبٌ. فإذا صادف الصيام يوم الجمعة وقد أخذت على نفسها أنها تصوم يوماً وتفطر يوماً، فلا مانع من صيام يوم الجمعة؛ وإنما النهي جاء عن الإنسان الذي يقصد أن يفرد الجمعة بالصيام؛ لأنها عيد الأسبوع.

أما الإنسان الذي اعتاد الصيام؛ مثل: صيام أيام البيض، ويصادف يوم الجمعة؛ أو اعتادت أنها تصوم يوماً، وتفطر يوماً، فصادف يوم صيامها هو يوم الجمعة، فليس في ذلك شيء؛ لأنها لم تقصد صيام هذا اليوم بالذات. وقد قال ﷺ: « خير الصيام صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ».

أما بالنظر إلى يوم العيد؛ سواءٌ كان عيد الأضحى، أو عيد الفطر، فإنه لا يجوز لها أن تصومه؛ وكذلك أيام التشريق وهي ثلاثة أيام بعد عيد الأضحى لا يجوز لها أن تصوم هذه الأيام؛ لأنه لم يُرخّص في صيامها إلا لمن كان عاجزاً عن الهدي، ولم يتمكن من الصيام قبل الحج.

فهذا يجوز له أن يصوم هذه الأيام الثلاثة، التي قال الله فيها: "فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ"[2].

أما بالنظر لصيام التطوع فلا يجوز للإنسان أن يصومها. وبالله التوفيق.



[1] الآية (53) من سورة الزمر.

[2] من الآية (196) من سورة البقرة.