Loader
منذ سنتين

ما صحة حديث:" التائب من الذنب كمن لا ذنب له"؟ وما شروط التوبة؟


الفتوى رقم (12123) من المرسل السابق، يقول: ما صحة حديث:" التائب من الذنب كمن لا ذنب له"؟ وما شروط التوبة؟

الجواب:

الله -سبحانه وتعالى- قال في محكم كتابه العزيز: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}[1].

ويقول -جل وعلا-: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}[2].

فالإنسان عندما يرتكب أمراً من الأمور المخالفة لأمر الله -جل وعلا-، أو أن الشخص يرتكب ما نهاه عنه الله -جل وعلا-؛ فعليه أن ينظر إلى نفسه فإذا كان هذا الأمر الذي ارتكبه يمكن التعويض عنه من جهة الله -جل وعلا- فإنه يعوض عنه، وإذا كان الأمر الذي يريد أن يتوب منه إذا كان حقاً لمخلوق فإنه يؤدي هذا الحق للمخلوق، وإذا كان لا يمكنه أن يؤديه له فعليه أن يتصدق به إذا كان مالاً، وإذا لم يكن مالاً وكان من عرض أو غير ذلك فإنه يستبيحه، فإن تعذرت عليه الاستباحة فإنه يدعو له ويتصدق عنه.

أما شروط التوبة فهي: الأول منها: هو الإقلاع من الذنب. والثاني: الندم على فعله. والثالث: العزم على ألا يعود إليه. أما الذي يتوب أول النهار ويقترف المعصية آخر النهار وهكذا يتوب كل يوم ويرجع؛ فهذا من باب الاستهزاء بالله -جل وعلا-. وفيه شرط رابع وهو يتعلق بحقوق الخلق وقد ذكرت ذلك قبل قليل. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (53) من سورة الزمر.

[2] من الآية (38) من سورة الأنفال.