Loader
منذ 3 سنوات

لديّ صديقات يدرسن معي متبرجات، وقد نصحتهن مرارًا، هل أستمر في نصحهن أم أقاطعهن؟


  • فتاوى
  • 2021-07-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (6306) من المرسلة السابقة، تقول: لديّ صديقات يدرسن معي متبرجات، وقد نصحتهن مراراً؛ لكنهن أبيْن نصحي، هل استمر في نصحهن أم أقاطعهن، مع العلم أنهن يخفن من آبائهن فماذا أقول لهن؟ أرشدوني مأجورين جزاكم الله خيراً.

الجواب:

        من المعلوم أن الدعوة إلى الله -جلّ وعلا- سبب من أسباب الدلالة على الخير، وهي هداية الدلالة والإرشاد، فمن أعطاه الله علماً وقدرةً على تبليغ العلم فهو يبلغه على حسب استطاعته: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيديه، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه... » الحديث.

        أما ترّتب الأثر على هذه الهداية فهو راجع إلى الله -جلّ وعلا-، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا- لنبيه ﷺ: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ"[1]؛ هذا بالنظر إلى أن ترتيب المسببات على الأسباب ليس إلى الخلق. ثم قال بعد ذلك: " وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"[2]؛ يعني: هداية التوفيق والإلهام، وذلك بترتب المسبب على السبب؛ لكن صاحب العلم مكلّف بفعل الأسباب، وهذا عام فيما بين الرجال بعضهم مع بعض، وفيما بين النساء بعضهن مع بعض؛ وهكذا فيما بين الرجال والنساء إذا كانت المرأة صالحة للقيام بهذه المهمة ومع رجل لا يترتب على تبليغه محذور شرعي، فالنساء شقائق الرجال.

        وبناء على ما تقدم فعليك أنتِ الاستمرار في نصحهن، وعليهن الامتثال لما تقولين مما يتفق مع الشريعة، ولا مانع من تهديدهن بتبليغ آبائهن لما يحصل منهن من مخالفات شرعية، أو تبليغ الجهة المختصة التي يرتبطن بها، وهي الجهة التعليمية إذا كانت المخالفات لها أهمية كبيرة تستدعي الاتصال بهذه الجهة وتبليغها؛ لأن بعض المخالفات قد تكون في أدنى درجة من المخالفة، وقد تكون في درجة متوسطة، وقد تكون في درجة أعلى من المتوسطة. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (56) من سورة القصص.

[2] من الآية (56) من سورة القصص.