ما توجيهكم حيال عمل المسلم في تأدية أمانته التي اؤتمن عليها في شؤون الحياة؟
- فتاوى
- 2021-07-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6274) من المرسلة أ من الرياض تقول: نرجو من فضيلتكم توجيه النصح حيال عمل المسلم في تأدية أمانته التي اؤتمن عليها في كلّ صغيرة وكبيرة من شؤون الحياة أحسن الله إليكم.
الجواب:
من المعلوم أن الأمانة لها شأن عظيم يقول الله -جلّ وعلا-: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا"[1]، ويقول -جلّ وعلا-:"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"[2].
والأمانة تكون أمانة بين العبد وبين ربه، وتكون بينه وبين نفسه، وتكون بينه وبين الناس؛ فالأمانة فيما بينه وبين ربه هي أن الله I ائتمنه على الإيمان به وعلى توحيده، وأتمنه على جميع ما كلفه به حتى ما كان من خصوصيات نفسه، وكذلك ما أتمنه من حقوق الناس.
وبناء على ذلك فعلى الإنسان أن يتنبه إلى معرفة ما اؤتمن عليه من جهة فعله كالصلاة والزكاة والصيام والحج مثلاً؛ وكذلك ائتمان الله له على سمعه وعلى بصره ولسانه وبطنه وفرجه وسائر بدنه، فهو مؤتمن على سمعه يسمع فيه ما شرع الله، ويتجنب ما حرم الله؛ وهكذا البصر، وهكذا اللسان والقلب والبطن والفرج؛ كلها يستعملها فيما شرع الله، ويتجنب ما حرم الله -جلّ وعلا-.
وهكذا بالنظر لعلاقته بالناس فإذا كان موّلى على عمل من الأعمال فإن الله ائتمنه عليه وسائله يوم القيامة: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته »؛ فكلّ شخص وُكِل إليه القيام بعمل من الأعمال فهو مؤتمن على هذا العمل سواء كان ذلك من جهة الله أو كان من جهة الخلق، وهو مسؤول عن هذه الأمانة هل أداها على الوجه الأكمل أم أنه حصل منه خلل، وهذا الخلل هل حصل عن طريق النسيان، أو الخطأ، أو الإكراه، أو الجهل، أو التعمد، أو غير ذلك من الأمور.
فعلى الإنسان أن يتقي الله في هذه الأمانة وأن يؤديها على الوجه الشرعي. وبالله التوفيق.