Loader
منذ 3 سنوات

حكم ترديد ذكرخاص عند كل عضومن أعضاء الصلاة، فعند غسل الوجه يقول: "اللهم بيض وجهي يوم تسود وجوه"


  • البدع
  • 2021-08-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7144) من مرسل لم يذكر اسمه من اليمن، يقول: يوجد أقوام عندما يتوضؤون للصلاة يرددون ذكراً خاصاً عند كل عضو من أعضاء الصلاة، مثلاً عند غسل الوجه يقول: "اللهم بيض وجهي يوم تسود وجوه"، عند الكفين يقول: اللهم أعطني كتابي بيميني؟ إلى آخر ذلك، فهل هذا العمل جائز أم بدعة؟

الجواب:

        الرسول ﷺ قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، وقال ﷺ: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعةٍ َضلالة، وكل ضلالة في النار »، وقال ﷺ: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ». والله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن ما يدل على مشروعية الوضوء فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ"[1] إلى آخر الآية، والله -جل وعلا- قال لنبيه: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ"[2].

        وبناءً على ذلك فالرسول ﷺ بيّن صفة الوضوء فتوضأ مرةً مرة، وتوضأ مرتين مرتين، وتوضأ ثلاثاً ثلاثاً؛ بمعنى: غسل العضو مرة واحدة، مرتين، ثلاثاً، إلا بالنظر إلى مسح الرأس فقد نقل عنه أنه مسح مرة ومرتين، بدأ بمقدمة رأسه وانتهى إلى المؤخر، ورجع من المؤخر إلى المقدم، ولم يُنقل عنه ﷺ ذكرٌ على كثرة ما وقع منه من وضوءٍ، وحرص الصحابة رضي الله عنهم، وحرص زوجاته على معرفة أقواله وأفعاله؛ لم ينقلوا عنه ذكراً خاصاً لكل عضوٍ من أعضاء الوضوء، وإنما جاء ذلك عن المبتدعة. وثبت عنه ﷺ مشروعية التسمية عند بدء الوضوء، ولم يُنقل عنه أنه خصص دعاءً يُقال عند بدء غسل كل عضوْ من أعضاء الوضوء.

        وبناءً على ذلك فإن هذه الأذكار التي تُقال، قد تكون هذه الأذكار مشروعة في حد ذاتها؛ ولكنها ليست مشروعةً في هذا المحل، فتكون داخلةً في البدع الإضافية ؛ لأن البدعة تنقسم باعتباراتٍ كثيرة؛ لكن الاعتبار الذي له علاقة في هذه المسألة أنها تنقسم إلى بدعةٍ حقيقية وإلى بدعةٍ إضافية، فالبدعة الحقيقة إذا كانت لم تُشرع أصلاً؛ يعني: يأتي الإنسان بزيادة في الدين، بزيادة في أمرٍ من أمور العبادات في التعبد وهو لم يُشرع أصلاً؛ لكن قد يكون مشروعاً لكن يقيده بمكانٍ، أو يقيده بزمانٍ، أو يقيده بحالٍ، أو غير ذلك من أنواع القيود التي لم ترد في الشرع، فهذه يُقال عنها: إنها بدعةٌ إضافية، فالذكر الذي يُقال قبل غسل كل عضوٍ من أعضاء الوضوء يكون هذا من البدع الإضافية.

        وعلى هذا الأساس فالواجب على الإنسان تركه؛ لأنه يكون آثماً في فعله، وعلى الإنسان أن يتحرى سنة الرسول ﷺ يتعلمها ويعمل بها ويدعو إليها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة المائدة.

[2]  من الآية (44) من سورة النحل.