معنى قوله ﷺ: « حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره»
- شرح الأحاديث
- 2021-12-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2166) من المرسل السابق، يقول: ما معنى قوله ﷺ: « حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره »[1]؟
الجواب:
هذا الحديث سبق الكلام عليه في حلقةٍ مضت، ولكن لا مانع من ذكر موجزٍ لمعناه.
فقوله ﷺ: « حُفّت الجنة بالمكاره »، المقصود منه: أن الإنسان يحتاج إلى أن يحمل على نفسه وأن يكرهها على فعل المأمورات وترك المنهيات يعني ترك المحرمات، وأن يداوم على مراقبة نفسه، وأن يُخالف شيطانه وهواه، فإذاً كون الجنة حفت بالمكاره ؛ يعني : بالأمور التي يحتاج الإنسان إلى أن يكره نفسه عليها -يعني يحمل نفسه عليها دائماً-، لا من ناحية الفعل في المأمور، ولا من ناحية ترك المنهي عنه.
وأما قوله ﷺ: في النار، « حُفّت بالشهوات »، فإن النفس تميل إلى الانطلاق والتحرر من التقيد في فعل المأمور به، وكذلك بالنسبة للمنهي عنه، فيتحلل الشخص من فعل المأمورات، ويتبع نفسه ما تهواه وما تشتهيه من ترك المأمورات، وكذلك ما تهواه وتميل إليه من فعل المحرمات ؛ كالشرك بالله ، والزنا، وشرب الخمر، إلى غير ذلك من الأمور، فعلى العبد أن يتنبه لنفسه، وأن يسير على طريقٍ مستقيمٍ، وبالله التوفيق.